المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢١

أبجديه

صورة
الأديب  / طارق الصاوي خلف / يكتب    أبجديه  أفشلت قدراته المحدودة طموحاته العالية، بات فى صراع مع ذاته، تشتت عقله، ثارت زوابع هواجسه، جدع توازنه سهاد الليالى، حن للسكينة مع  رفاق الطفولة، خذلوه بعيونهم المتوجسة عند طرقه أبواب قلوبهم، دلف  لغياهب التوحد، ذلت أقدامه عبر طريق بلا هدف، رست سفينة ترحاله فى مدينة لا تعرفه، زاول مهنة غسيل السيارات فى الضواحى، سبته نظراتها المتعجرفة  ، شغف بالنظر لجسمها فى  تبخترها على أوردته، صمد أمام محلها كقط يتبع صيدا، ضمته  لفرقة السريحة بصناديق تجارتها، طابت أيامه بتنسمه عبق عطرها، ظفر بثقتها بزيادة إيراده عن  المقربين منها، علت رتبته فى خدمتها، غدت حكاياته  افيونة ادمنتها، فتل من استدرار ضحكاتها حبلا ربطها به، قوضت مخاوفه السابقة إحساسه بدفء اللحظة، لبث شهورا فى حفرة تردده بين مصارحتها بوجده و الكتمان، ملئت وجهها ابتسامة مع طلبه قربها، نال قفاه صفعة مفجعة من كفها الناعم، هزته بصدمة جديدة: مينفعش تحب ستك يا واد. وثب كالملدوغ من عقارب كلماتها، يمم وجهه شطر التيه وصراخها يتبعه. طارق الصاوى خلف

( شهرزاد )

صورة
الأديب  / جاسم السماري / يكتب    ( شهرزاد ) بعد التخرج من الكلية ذهبت لاداء الخدمة الالزامية ، واحيانا الصدفة او الحظ سميها ماشئت ، تلعب دور كببر في اسوء فترة يمر بها الشاب بعد الانتهاء من الكلية ، الفرحة عابرة ماهي الا  ايام وتنسى كل شيء يتحول سلوكك الى الة تنفذ كل شيء دونما اي اعتراض  ، وان  اختصاصي يصلح في مجال التحليلات المرضية ،  من محاسن الصدف ان يك  مكانك في مشفى تابع للجيش ، تفاجأت عندما عرفت اسمها شهرزاد  لاول وهلة، ذكرتني بكتاب الف ليلة وليلة و بالقصص القديمة الشيقة والحكايا الطويلة التي لاتمل ، عندما  تتداخل احداث القصص مع بعضها البعض تبدو مسلية وتشدك حتى تعرف النهاية  ،  الوجع والانين قد تسمعه ، في كل مكان ، ذابت كل الاحلام وتبخرت الامال ، وجدت قلبا يخفق بصدق  ، خفت عليه اكثر من خوفي على نفسي لئلا يجرح ،  كانت تدور حول الردهات كالملاك ، ترتدي بدلة المشفى تعمل محللة مختبر بنقاء قلبها الصادق ،  رقيقة  و  ممشوقة ذات  بياضها ناصع ووجه نضر  جميل  حالما تراها ينتابك شعور خاص ، البراءة والرقة والانوثة ، كلما نظرت اليها وجدت كل شيء فيها رائع ،  لما اقبلت  نحوي  بخطى خجولة بعد ان ال

بائعُ الرّحمة

صورة
الأديب/ عبدالمجيد أحمد الحمود / يكتب     قصة قصيرة/ للأطفال بائعُ الرّحمة =============== منظرُ الأرضِ و هيَ تكتسي بثوبِها الثلجيِّ جعلَها تبدو كعروسٍ في ليلةِ زفافِها، و فرحُ الأطفالِ و هم يتقاذفون كراتِ الثَّلجِ دفعَني كي أخرجَ و أشاركَهم الّلعب... الجوُّ باردٌ جدًّا لكنَّنا كنَّا سعداءَ و نحنُ نركضُ و نلهو... فجأةً وقعَتْ عيني على طفلةٍ تجلسُ جانبَ شجرةِ سروٍ عاليةٍ، كانت تتكوَّرُ على نفسِها و تنفخُ في يديها، و هي تكادُ تتجمَّدُ من البرد، أسرعْتُ نحوَها...لا أصدِّقُ ما أرى إنَّها بائعةُ الكبريت... هي حقيقيَّةٌ إذًا و ليسَتْ مجرَّد قصَّةٍ من الخيالِ... سحبتُها من يدِها...أخذتُها إلى منزلِنا...جهَّزَتْ لها أمّي غرفةً دافئةً بفراشٍ وثيرٍ و خزانةٍ ملأى بالكثيرِ من الدُّمى الجميلة... منذُ ذلك اليوم أصبحَتْ فردًا من أسرتِنا...ملأَتِ السَّعادةُ قلبَها و أنارَتْ بضحكتِها الدّافئةِ بيتَنا... فجأةً شعرْتُ بيدِ أمّي تلامسُ شَعري..استيقظتُ و دمعةٌ تسيلُ على خدّي... نهضْتُ من فراشي مسرعًا... بحثْتُ عن بائعةِ الكبريتِ في كلِّ أرجاءِ المنزلِ... لمْ أجدْها... كانتِ الثّلوجُ لا تزالُ تتساقطُ في الخا

في جولتي

صورة
الأديبة  / آلاء خضور / تكتب    في جولتي في أحدِ أحياء دمشق القديمة استوقفني عجوزٌ اجتمعَ الناسُ حوله .. سألتُ أحد المارة ما الأمر ؟ فأجابني أنّه في كل ليلةٍ يروي لنا هذا العجوز الحكيم حواراً دارَ بينه وبين نفسه أثناء تأمله للوحاتٍ ما حفظها التاريخ في معارضه وجارَ الزمانُ على أصحابها فاشتراها هو والآن وبعد طرحه قصة اللوحة سيقوم ببيعنا إياها بأي سعرٍ يأتيه ..  أحببت الفكرة فوقفت أنصتُ إلى ما يردده هذا العجوز      "لم أعتد الحياةَ يوماً وما تقبّلني الموتُ شريكاً  بلونٍ قرمزي رسم لوحته .. وبإبرةٍ ثقبَ إبهامَه ووضع لمساته الأخيرة فوقَ ما أسماه فنّ الحياة لكنْ أينَ الحياةُ في لوحةٍ خُطّت بأحمرٍ قرمزي ممزوجٍ مع دمِ الفنان ؟ كاهنٌ في الحبّ  رجلٌ لاذَ فارّاً من غضبِ أفروديت ( آلهة الحبِّ لدى الإغريق ) فما وجدَ نفسه سوى رهينَ القلب واقفاً على هاويةِ الحب ينتظرُ حتفه كي يُرمى من ذاكَ السفح الطويل فعندها فقط سيبردُ فؤاده العليل  يا كاهنَ الحبّ .. يا قديساً وقفَ في ساحة القلب  هل فؤادك مريضٌ بعشقِ الخالقِ أم المخلوق ؟ حتى هو لا يدري ما داؤه لكنّه وصف لنفسه دواءً يؤخذ مرّةً في العمر  تأملّتْ عي

الرأس الجديد

صورة
الأديب  /  رزق البرمبالي  / يكتب    الرأس الجديد   أذكُر عندما كنت في مملكة الجبل الأزرق، الكائنة وراء البحار البعيدة، التقيت بصديقي زنهار ابن علقمة شهبندر التجار، وبينما نحن جلوس نتجاذب أطراف الحديث عن التجارة والفلوس،  قال لي: سأقص عليك حكاية غريبة، ومدهشة لدرجة أن دهشتها تُقَاس بالأمتار، ويتعجب منها العجائز  والصغار، ويحتار في تفسيرها العلماء الكبار،  قلت مبتسما: كلي أذان صاغية يازنهار،  قال:  بينما كان القاضي حكيم الزمان في طريقه إلى سلطنة "سحر العيون" إذ هبط على مملكتنا طلباً للراحة،  فنزل عن راحلته،  وربطها في شجرة وارفة الظلال، ثم استقبل القبلة ورفع يديه وكبر،  فرصدته العيون،  وعلي الفور وصل الخبر للملك  قمر المكان ملك مملكة الجبل الأزرق، الذي يحب مضغ المر والكمون وشرب عصير الليمون!     ففرح واستبشر ونهض من فراشه الوثير ثم أصدر أوامره للوزير شمس الزمان وكذلك رئيس الشرطة مرجان،  بضرورة إحضار حكيم الزمان في التو والأوان،     انتهى القاضي من صلاته،  وتوسد زراعة الأيمن،  ثم تعوذ من كل فاجر وزنديق، و غط  في نوم عميق،  وَظَهْرُه إلى الشجرة لصيق،      أحاط الجُند بالقاضي وتقد

حدث ليلة الكريسماس.

صورة
الأديب  / سمير المطيعي / يكتب    قصة قصيرة حدث ليلة الكريسماس. سمير المطيعي  الليلة هي ليلة الكريسماس، جموع غفيرة وكتل بشرية تملأ الشوارع وأمام المحال تجري هنا وهناك للحاق بالمتاجر لشراء ما يحتاجونه من هدايا عيد الميلاد ، ونحن في منزل أقدمنا وجوداً في أمريكا " بالمناسبة كان من عادتنا أن القادم من مصر حديثاً يسأل وينصت الي نصائح السابقين او المهاجرون القدامي ويأخذ برأيهم ان اراد  "        جلس ثلاثتنا في حجرة المعيشة في حالة استرخاء تام فكم كان انتظارنا اِلي هذا اليوم ! لننال قسطاً من الراحة ، تناولنا وجبة سريعة وشربنا قهوتنا الساخنة ، وقبل منتصف الليل بقليل ، لا أتذكر كيف بدأ الحديث ولماذا قادنا اِلي النهوض فجأة والقيام برحلة الآن – سالنا أنفسنا – اِننا في منتصف الليل تقريباً – هل تقول الآن ، الرد علي سؤالنا لانفسنا نعم الآن ونضحك عقب هذا السؤال ثم جاء السؤال منا والينا مرة أخري الي أين سنذهب وكيف ؟؟ السيارة مركونة اسفل العمارة – مصرح بهذا ايام الأعياد – فقلت السيارة تقريباً بلا فرامل ومنتظر بعد العيد او راس السنة لتغيير الفرامل  هب احدنا دعونا ننطلق برحلة... قاد التفكير لاقدم

السيدة (ب...)

صورة
الأديبة  / محرزية القريتلي قدور  / تكتب     السيدة (ب...) مرّت سنوات و سنوات دون أن أراها ، و التقيت بها صدفة في مدينة أخرى في أحد الأسواق الشعبية . امرأة متقدّمة في السنّ. نشفت بشرتها و تربّعت عليها التجاعيد ، و خطا الشيب شعرها.. أثوابها باهتة.. كانت تمشي بجانب زوجها و قد هرم هو الآخر. كانا  منهمكين في فرز بعض الملابس المستعملة. لم ينتبها لوجودي و حتى ان حدث ذلك فانهما لن يتعرّفا عليّ. أنا أيضا لم أعد تلك الطفلة أو التلميذة التي درست عندها  زمان.. صحت في استغراب و استنكار و انا ألفت نظر زوجي اليهما : " مدام  (ب... )  !!؟  أنظر هل ترى مدام ( ب.. )  و زوجها السيّد ( ب... ). أجاب بهدوء : " نعم " ثم تبسّم و أضاف : " أدرك ما تعنيه.. أمر طبيعي فالانسان يتغيّر مع الزمن ".  قلت :  " لم أكن أتصوّر أن أراهما على هذه الحال ..". عرفت مدام ( ب... )  في الستينات أيام كنت أزاول دراستي الابتدائية . كانت تدرّسنا اللغة الفرنسية  و الحساب و العلوم الطبيعية ... امرأة شابة ، أنيقة.. أناقة رصينة هادئة .. كانت ترتدي دوما ميدعة  زهرية اللون ، تظهر من تحتها تنّورة بخطوط زرقا

حلوى " الكراميل"

صورة
الأديبة/ محرزية القريتلي قدور/ تكتب    حلوى " الكراميل" عندما مرت بعد مضي سنين طويلة، بذلك الزقاق القريب  من بطحاء الكنيسة و ما جاورها من شقق و فنادق ، يسكنها قديما،  المسيحيون  :(فرنسيون و مالطيون)  ، برزت الى مخيلتها صورة ظلت عالقة بذاكرتها. طفلة التسع سنوات ، في القسم الثالث من التعليم الابتدائي،  و أول سنة  تدرس فيها اللغة الفرنسية.. كانت تمر من ذلك الزقاق يوميا عند  ذهابها أو ايابها من المنزل الى المدرسة . و كانت تحب المرور منه  لنظافته و هدوئه و أناقة رواده من الأجانب عرفوا باسم " الروامع "   في ذلك الممر ، كانت كثيرا ما تلتقي فيه برجل(رومي)، ربما كان مالطيا أو فرنسيا. كهل طويل القامة، أبيض البشرة، ذو وجه صبوح،  و عينان زرقاوان .. يلبس بنطلونا بونيا  فوقه " جاكتة "  رمادية ، و  يضع على رأسه قبعة سوداء من نوع " البيري" ، كانت موضة ذلك العصر . في ذلك الزمن ، كان للأجانب  مكانة مرموقة. كان يبدو لها و لكل الأطفال و ربما أغلبية المجتمع في ذلك العهد أن هذا الرجل و أمثاله هم من النبلاء. و أنهم يعيشون في أرغد عيش. و كانت تشعر تجاهه بالهيبة و الوقار

" اجمل نساء الكون"

صورة
الأديب/ عبد الرزاق مربح / يكتب    الكاتب عبد الرزاق مربح قصة " اجمل نساء الكون" وأخيرا ها قد جاء اليوم الموعود…لقدتزوج حليم بحب حياته ..انها بشرى..اسم على مسمى..كانت البشرى السارة التي ادخلت الفرح على قلبه بعد طول انتظار..كانت الحب الجارف الذي ازاح عن حياته الكآبة والرتابة .. كانت نبع الحنان الدافق وعاش معها احلى سنين العمر. لكن دوام الحال من المحال فقد تسلل اليهم القلق و دب في نفوسهم الخوف و صعقوا للخبر الرهيب فبشرى اضحت عاقرا..بحثوا عن العلاج في الجزائر وخارجها ولم يجدوه.. أحبت بشرى زوجها كما لم تحب اي امرأة رجلا قط..و من فرط حبها له طلبت منه ان يتزوج امرأة ثانية فقالت له..انا أعلم مقدار حبك الكبير للولد فقد رأيت رغبتك الدفينة حين رؤيتك لأولاد أصحابك.. ذهل من قولها..وقال لها..يا بشرى ان الحياة ليست مجرد أرحام تدفع وأرض تبلع..يا بشرى..ان الحياة الحب..حب الله و حب ما منحنا اياه و الرضى ان هو منعنا منه.. تأكدت بشرى بأن زوجها يحبها و لن يتخلى عنها مهما كانت الظروف و زاد اصرارها على تزويجه ومع سعيها الحثيث في سبيل تحقيق مرادها العجيب أقنعته أخيرا بالزواج.. كانت الزوجة الثانية ذا

سجون سحيقه

صورة
الأديب/ علم الدين ود الريف/ يكتب     سجون سحيقه كانت تحدق في عينيه الشاردتين،  تستهدف  مقتطفات ، عبارة تفك طلاسم ما تقرأه  خلال تلك النظرات  المتلهفة ، وفي أي  فلك تحلق  امانيه  ويميل شغاف  قلبه   ، حين جلس جوارها   تسللت   أصابعه  الي جيبه  ، أخرج  فئة نقدية  ،  وضعها  بجانب يدها  ، استطلعت بطرف عينها  ما رمى  ثم   بعثت  أنظار كالسهام   تشق  عمقه  وتبحر  داخله ، احس  برعشه اعترت  جسده  ، حادثته  نفسه أن  خلفها تقف  قوه  خفية تنبئها  اشتات  من خفايا  الناس  ، وما يدريني؟  قد أجد عندها  ما اصبو إليه!!! فامثالها  يأتيه  الناس خفية حين تستصعب  الأمور، يسلخون  جلودهم ويحاولون  المعالجة بمشتهاهم  ، وماذا  ساخسر  غير دراهم  معدودة  ، تبسم داخله ،  صديقي يبغض هذه الفئة ويصفهم  بالدجل  والضلال  ، فهم  من عمقنا  خرجوا وبثقافاتنا  المتناوله سيطروا على مساحة من عقولنا، قبلناهم  شريحة ضمننا  وواقع مرفوض بين أعين الناس وأمر مسلم حين نختلي  ، فكانوا   منافقي  زماننا   ومهربنا  حين تداهمنا  الوسواس  ويصفدنا   الشيطان  فنأتي  صاغرين ، قالت فيما تفكر يا بني ؟ أري  تحيطك طريقك ظلمات  وتعترض حياتك  امور

الانتظار على حافة الوطن

صورة
الأديب/ أحمد سليمان أبكر  / يكتب    قصة قصيرة: *** الانتظار على حافة الوطن   يقسمون الرغيفة نصفين، نصف للغداء ونصف للعشاء، يلامسون بشفاهم طرف أكواب الماء حتى تظل ملأى ثلاثة أيام أو أكثر، لم تعد غرفهم تسع شيئًا من وسائل الراحة أو الرفاه ، لأن بثمن كل وسيلة من تلك الوسائل يشترون الضروريات من خبز وماء وبالكاد حليب للصغار، لم يعد الوطن هو الوطن، الكل يهم بالرحيل من محرقة الحصار، الغلاء، الشقاء، البطش والقمع اللامتناهي.  مسئول تأشيرات الخروج،مصارع متقاعد التزم النضال الوطني المزعوم بعد أن فشل في تتويج حياته بتأسيس نادي رياضي، لأن عشاق العراك منتظرون على حافة الوطن، كغيرهم من الحالمين الذين يمنون أنفسهم بغدٍ أفضل خارج الأسوار..لم يترك القائمون على آلة البطش الفرصة تفوتهم، فالرجل مشهور ومقهور، مجرد النظر إليه يزرع الرعب في القلوب، وضعوه في بوابة الهجرة، فهو أفضل من يتصدى لضربات أماني وأحلام الفارين. تناول إفطاره الدسم، تمدد على الأريكة ناخرًا بأنفاسه سقف المكتب، غير عابئ بالكتل البشرية القابعة في الممر المؤدي إلى مكتبه،منهم من وصل باكرا هو إلى مقربة باب المكتب، والباقون تمددوا في تسلسل عشوائي

ونس

صورة
الأديبة / عايدة ناشد / تكتب   ق.  ق.  ج.     عايدة ناشد  ونس .. توفي زوجها.. انتقلت لتسكن بجوار محطة القطار .. لم تأبه لنصائح جارتها عن الإزعاج الذي سيلازم يومها ... أصبحت لا تطيق هدوء منزلها الواسع المطل على الشارع الهادئ .. ولا أحد يعلم أنها منذ سنوات عدة تستعمل جهازا للسمع ..

الرزمة

صورة
الأديب/ ياسر حلوي / يكتب    الرزمة دسّ يده في جيبه الرثّ, مُخرجاً رزمة مفاتيحه الكامدة, التي كان قد ألتقطها من هنا وهناك, وضمّها معاً في حلقةٍ واحدة, فظهرت كأفرادٍ من عوائل مختلفة, فهي مفاتيح كبيرة لأبوابٍ خشبية ومعدنية كمفاتيح قلاع وخانات العهود العثمانية, وأخرى صغيرة لبيوت تمّ هدمها, وقد آختْ بينها الأيام بعد أن أنصاع بعضها لبعض. لم يكن يستعمل منها سوى مفتاحٍ واحد, يحشرهُ في قفل باب بيته القديم, الذي كان جميع ما ورثه عن أبيه, ولكن ما سرُّ هذه الرزمة ؟؟؟ . كل ما في الأمر أنه مولعٌ بتقليد الأثرياء, الذين يُدخِلون أكفَّهم في جيوبهم فيخرجون رزمةً من المفاتيح البرّاقة, التي تصيتُ متحدّثةً بترف أصحابها.. مفتاحٌ واحد لن يتحدث إلى صاحبه بشيء, بل على العكس سيصيبه بالأسى, الرزمة تتحدث, تنعتُ صاحبها بما يُحب ويشتهي, فالرزمة صاحبة طيّبة تنطق بكلماتٍ ذهبيّة تُثلِج النفس, والمفتاح صاحبٌ تعس, لأنه يُشغِل صاحبه بالخرس, والخرس يُميت النفس, يقهرها, يصيبها بالهلوسة. كانت رزمته كسريةٍ جميع أفرادها متقاعدين منذ ردحٍ من الزمن, ماعدا مفتاحه الأوحد الفاتر البريق, الذي ما زال في الخدمة, وهو الفرح المأخوذ رغم

البيت

صورة
الأديب  /  ماجد بكار أبو إياس / يكتب    البيت يبدو كثكنة عسكرية: ستائر مسدلة، أشجار تظلّه وتحيط به، بوابة كبيرة تفتح وتغلق باستمرار. داخله كخلية نحل: هذا يروح، وهذا يجيء، هذه تلمّ، وهذه تقمّ، وهذا يحمل أكياسًا يدخل بها، ثم يخرج بغيرها. الكل يلعن هذا البيت؛ العمل لا ينتهي، والطلبات لا تنفد، والأصوات عالية ومتشابكة ومختلطة، ذلك يسمع أغنية ركيكة، وآخر ينصت لأم كلثوم بشغف، يردد معها ويتمايل، وثالث توضأ ليصلي، ويصرخ بهم ليخفضوا أصوات أغانيهم، ورابع يريد أن ينام. في البيت يجتمعون كلهم على مائدة الطعام، جالسين معًا وقلوبهم شتى، عجالى من أمرهم، يريد أحدهم أن يلحق صديقه الذي ينتظره خارجًا، وتريد إحداهن أن تكمل دراستها، والأخرى مسلسلها المفضل.  وحدها الأم تمدّ أيديها السبعة لتلبي لكل واحدة طلبه قبل أخيه، تبدأ بالأب فيعترض: "مشّي فلان"!  ترفض بصمت: أبوكم أولًا! تستمر بتركيز، هنا يحتاج إلى ملح، وهنا إلى زيت، وهنا الخبز جافر. - هاتوا خبزًا جديدًا! - ألم تحضروا زجاجة ماء؟! - أين العصير؟! - قم يا فلان! - قم أنت، أنا تعبان! - طيب، قومي يا فلانة، أنتِ أقرب! وفيما تصطدم النظرات وتتعارك تكون ال

العَيْب

صورة
الأديب / عبد الحميد احمد الحمود / يكتب    قصة قصيرة للأطفال العَيْب ينهضُ أسامةُ من نومِهِ منزعجًا... كالعادةِ...لقد ابتلَّ فراشُه بالبَول... بخجلٍ ينادي أمَّه، تصرخُ في وجهِهِ: لقد أصبحتَ رجلًا، ألنْ تكفَّ عن فعلِ ذلك؟ يُقسِمُ لها باكيًا: و اللهِ يحدثُ ذلكَ رغمًا عنِّي يا أمّي... تصرخُ مرّةً أخرى: اخرسْ و اسبقني إلى الحمَّام... يركضُ أسامة، يتعثّرُ، يسقطُ على رأسِهِ... يهرعون بهِ إلى المشفى... أيَّامٌ عديدةٌ مضت على خروجِهِ إلى المنزل، إنَّه لا يستطيعُ الكلام...لا يستطيعُ التَّعرفَ إلى أبويه... لكنَّهُ -تمامًا- تعافى من مشكلةِ التَّبولِ في الفراش. ________________________________ د.عبد المجيد أحمد المحمود

أمس انتهينا ...

صورة
الأديب/ بدر الدين تلجبيني / يكتب   أمس انتهينا ...  خرجت أسماء من منزلها في مدينة اسطمبول التركية قاصدة مكان عملها في السوق  فقد أمنت لها احدى زميلاتها عملا في محل لبيع الألبسة .. كانت تسير في الشارع في بحر من الغادين والرائحين يدور في رأسها شريط ذكريات عام 2011 ما قبل النزوح الكبير حين كانت تخرج من منزلها في مدينة حلب في مثل هذا الوقت من كل صباح ذاهبة الى المدرسة وتمر على رفيقتها فتبتاعان في الطريق اكياسا من  بطاطا ديربي وشيبس  .. و كيف كانت تصادف ابن عمتها ماهر في طريق ذهابه الى الجامعة   الذي كان يمازحها ويدعوها ( السنيورة اسماء )ويعدها  بأن يتقدم لخطبتها  فور تخرجه من الجامعة وحصوله على الوظيفة .. وكيف كانت ترد عليه ممازحة  بعبارة ( عيش يا كديش ) !! ويضحكان   . وصلت أخيرا الى المحل  الذي تعمل فيه فنظر معلمها العجوز في ساعته وابتسم مشيرا إلى تأخرها ربع ساعة عن الدوام دخلت وبدأت بمسح الزجاج وترتيب الألبسة على رفوف المحل ..وما زال شريط الذكريات يدور فتذكر كيف  تقدم ماهر لخطبتها قبل التخرج وتحقق أول وعد من وعود السعادة ويمر بائع الغاز من امام منزلها في حلب وقد وضع  شريط موسيقا اغنية في

"أعمى"

صورة
الأديب / عادل الارياني  / يكتب    "أعمى" رأى الحقيقة ذات مرة ؛ عاش من أجلها. عادل الارياني

(تتويجات)

صورة
الأديب/عبده الحداد / يكتب   (تتويجات)قصة قصيرة جدا.                                              توجت بالمرتبة الثالثة في مدينتها.جاء التتويج ناقصا وغير مفرح لها لتناقضه مع مبادئ الاخلاص و عدم الغش الذي آمنت  به  وحادت عنه هذه السنة؟؟! (القاص عبده الحداد)

شقاق

صورة
الأديبة  / أسيمة ابراهيم/ تكتب   شقاق  حين بارك لهما كيوبيد، صفقت له فينوس، انتظرته على شاطئ النهر ،قبل اللقاء كان آريس يضرم النار. أسيمة ابراهيم  سورية

معاناة

صورة
الأديبة/ حكيمة مكيسي/ تكتب   معاناة  في بيت متواضع يملؤه الحب و الوئام، كانت تعيش نجلاء مع والدتها السيدة وفاء و أختها           و أخيها. رب الأسرة متوفي منذ سنوات، لقي حتفه في حادثة سير. نجلاء شابة جميلة الشكل و الطباع، تشمل أمها و إخوتها برعايتها الحنونة. تعمل كمشرفة متفانية  بروض أطفال. تحيطهم باهتمام وافر و تتفنن في صنع حلويات منزلية لهم  بكل نشاط و سعادة.  ما كان يحز في نفس أمها  هو عدم توفقها في حياة زوجية مستقرة. كانت ترفض كل شخص يتقدم لها لا تتوفر فيه مواصفات الزوج المناسب لها،  كانت مكتفية بحياتها البسيطة في كنف أسرتها.  في أحد الصباحات، كان من المقرر أن تنظم حفلة عيد ميلاد أحد الصبية في الروض. رافق أب الطفل صديقه المهندس رياض ليشاركه  فرحته بهذه المناسبة. منذ الوهلة الأولى كان الإعجاب متبادلا بينه  و بين نجلاء، و لم يهدأ له بال إلا و استسمحها في إمكانية أخذ رقم هاتفها.  قضى الجميع أوقاتا ممتعة بالحفلة، و عادت هي لمنزلها لا تسعها الفرحة بهذا اللقاء. في نفس المساء، هاتفها و الخوف يخالجه، هل   ستجيب على مكالمته. و جاء ردها سريعا،  تجاذبا أطراف الحديث و صارحها باستلطافه لها و هي