كاميرا السماء
الأستاذة/أمل الياسري تكتبــــ كاميرا السماء منصهرٌ في قضيتهِ، بعيدٌ عن الأضواءِ، كالجبلِ في تفاصيلهِ ومفاصلهِ، له غايتانِ من الصمتِ الأولى: التغاضي عن تفاهاتِ أصدقائهِ، والثانية: حينما لا يرى جدوى من الكلامِ. يلتقطُ الصورَ وينسجُها في الذاكرةِ، ولكنَّ كاميرا السماءِ تبدعُ أكثرَ منهُ بملايينِ المراتِ في تصفيةِ الحساباتِ، زارَ أحدَهم وقالَ: إنَّكَ لم تدركْ النعمَ إلا بعدَ أنْ زالتْ. وقالَ لآخرٍ: لمَ تتذمرْ على قلةِ ما تملكُ؟ أحلامُكَ لا يتسعُ لها حتى حضنُ الجمعةِ! وقالَ لثالثٍ: لقد تجاهلتُم رسائلي عمداً، فسرقَ العمرُ أجملَ أيامِ حياتِكم. يتقلبُ على وجههِ في الليلِ، ويحاولُ أنْ يجدَّ الوجهَ الصحيحَ لليومِ التالي، ولأنَّهُ يعشقُ الكتاباتِ الحزينةِ، يرى مجملَ حقوقِه بأنْ يعشقَ اليأسَ، فسيمفونيةُ الشيطانِ كانَتْ تدغدغُ أوراقَهُ، مع محاولاتِهِ لترتيبِها، خيباتٌ كسرَتْ ظهرَهُ لكنَّها صنعَتْ منهُ رجلاً. أسوأ ما يتحدثُ عنهُ، أنَّ كتاباتِهُ لا يوجدُ فيها نبرةُ ألمٍ أو لمعةُ أملٍ، فكلماتُهُ بحرٌ مكتوبٌ لمقصودٍ لم ولن يُفهَمَ، لأنَّهُ يقفُ على قلبِهِ م...