أبجديه







الأديب  / طارق الصاوي خلف / يكتب 

 أبجديه

 أفشلت قدراته المحدودة طموحاته العالية، بات فى صراع مع ذاته، تشتت عقله، ثارت زوابع هواجسه، جدع توازنه سهاد الليالى، حن للسكينة مع  رفاق الطفولة، خذلوه بعيونهم المتوجسة عند طرقه أبواب قلوبهم، دلف  لغياهب التوحد، ذلت أقدامه عبر طريق بلا هدف، رست سفينة ترحاله فى مدينة لا تعرفه، زاول مهنة غسيل السيارات فى الضواحى، سبته نظراتها المتعجرفة  ، شغف بالنظر لجسمها فى  تبخترها على أوردته، صمد أمام محلها كقط يتبع صيدا، ضمته  لفرقة السريحة بصناديق تجارتها، طابت أيامه بتنسمه عبق عطرها، ظفر بثقتها بزيادة إيراده عن  المقربين منها، علت رتبته فى خدمتها، غدت حكاياته  افيونة ادمنتها، فتل من استدرار ضحكاتها حبلا ربطها به، قوضت مخاوفه السابقة إحساسه بدفء اللحظة، لبث شهورا فى حفرة تردده بين مصارحتها بوجده و الكتمان، ملئت وجهها ابتسامة مع طلبه قربها، نال قفاه صفعة مفجعة من كفها الناعم، هزته بصدمة جديدة: مينفعش تحب ستك يا واد.

وثب كالملدوغ من عقارب كلماتها، يمم وجهه شطر التيه وصراخها يتبعه.

طارق الصاوى خلف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))