زينب

الأديب/ محمد نور الدين/ يكتب (قصة قصيرة) زينب أشعر أنني لن أستطيع صعود الدرك، لم أكن أشعر أبداً بأنني لا أستطيع فعل شيء من قبل، كانت بداخلي طاقة يمكنني أن أصفها أنها كانت طاقة لا حدود لها، كنت أقبل على كل شيء بحماس المراهقين رغم أنني في أوسط العقد السادس، انظر الى الدرك بتكاسل لم أدركه من قبل، لم أكن يوماً أتخيل أن يصيبني ذلك التكاسل، وربما ذلك اليأس، اليأس الذي لم أفهم معناه من قبل، اليأس الذي يأتي لك فجأة فينخر عظامك في لحظات، فتشعر أن قلبك مريض، وان عقلك لا يستطيع أن يدرك شيء أو أن يفكر في شيء، اليأس الذي كنت أسخر منه وممن يتكلم عنه، اتلك هو اليأس الذي يمكنه أن ينتصر عليك بل ويقتلك في ساعة، أعيش كل تلك السنوات بالأمل والطموح وفي ساعات يهزمني يأس جاء من حيث لا أدري. هل سأبقى كثيراً امام الدرك لا أحاول أن أصعده، لا أحاول.. بل أخاف ان اصعده، وربما أهرب من الصعود. جئت تواً من عزاء من كانت تنتظرني أعلى الدرك، فلمن أصعده، ولمن أكمل حياتي التي أصبحت بائسة. هل يمكنني أن أنسى يوماً ما ثلاثين عاماً من حياتي، فقط هي حياتي تلك الثلاثون عاماً فمن يمكنه أن يحتسب كل عمره من حياته، فقد ي...