المهرج







الأديبة  / رومي الريس  / تكتب 

 قصه قصيره بعنوان

                    المهرج

وقف أمام المرآة ينظر إلى وجهه في صمت وأخذ يمسح الألوان الصارخة من علي وجهه بقطعه قماش مبللة بالماء.

ثم ارتمي على السرير و أجهش بالبكاء وتعالت شهقاته فأطبق بيده على فمه كيلا يعلو صوته ف

و يسمعه إبنه الراقد في الحجرة المجاورة لحجرته. إنه يعمل مهرجا في السيرك وله إبن وحيد، مريض بمرض عضال أفقده القدرة على الحركة فأصبح عاجزا،ملازما للفراش . لقد ماتت زوجته بعد ولادة الطفل مباشره وتركته بعهده الأب، وكلما نظر الأب إلى إبنه يشعر بالألم وقله حيلته. يالسخريه القدر! إنني أعمل مهرجا ، أقوم  برسم البسمة على شفاه الناس ،وقلبي ممتليء بالأوجاع وتلال من الأحزان تجثم فوق صدري ،عندما أعود إلى المنزل كل يوم أشعر بخيبة أمل كبيرة حينما أجد طفلي المسكين راقدا في فراشه بلا حول ولا قوه كخرقه بالية ، عاجزاً عن الحركة،ولا أقدر على عمل شيئ له.ولكن عزائي الوحيد هو وجودي وسط الأطفال استمد طاقتي من وجودي معهم، ومن نشاطهم وحيويتهم. إن   الابتسامه التي أرسمها على وجوههم البريئه هي ما يمنحني الأمل والدافع لمواصلة الحياة والشعور بالسعادة. وهاهو يقف وسط الجماهير تحت الأضواء ،يقوم بأداء عرضه اليومي في همه ونشاط وتعلو الضحكات من حوله وصيحات الاعجاب والتصفيق الحاد،وتتسلل دمعه على خده فيشيح بوجهه بعيدا عن الأنظار ويمسحها بسرعة ويستأنف العرض من جديد وتتعالى الضحكات والصيحات والتصفيق . ثم يسدل الستار

            تمت 

                 بقلم رومي الريس 

                      بعنوان (المهرج)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))