....عيد تذكر🌿


 

الكاتب الشاعر أ. توفيق البكري

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

عيدٌ تذكَّر موطني


            توفيق البكري ـ اليمن


معارضة لقصيدة المتنبي

 ( عيدٌ بأية حالٍ عدت ياعيدُ)


كم استبـدّ الدُّجى واختـالَ يا عيدُ

وكيف أشرقتَ والديجورُ جلمودُ؟!


وهـــل تذكّرتَ بعــد الهجر موطننا

فمنذُ دهـــرٍ بـه تعــلو التنــــاهيدُ؟!


كوجهِ طفـــلٍ أتى في صدره فرحٌ

في طـرفهِ النورُ في أنسامه العودُ


أقبلتَ منشـــــرحًا ترجــو مدينتَنا

وخلف أســــوارها تقســو الأماليدُ


تعثّـــرَ النَايُ في أفـــــــواه معبَرِها

فــذابَ في ثقبه الدفَّاق تغــــريدُ


قـــل لي بربِّكَ كم عانيتَ من تعبٍ

وكم أرَاعَك قبـــل الوصل تهديدُ؟!


عَبَرتَ حقـــــلًا من الألغــام مُلتويًا

نِلتَ النجــاة وخيطُ الدرب معقودُ!


بكفِّك الــــوردُ يزهـــــو لونُهُ وهجًا

والقمـح تحت ركام الحرب موؤودُ


الآن تســـــألُ عنهــــا... عن براعمها

وثَمَّ ينهــــشُ فرعــــونٌ ونمــــرودُ


أما استحيت من الأطفــال في بلدٍ

يغتــــالُها ألمٌ... فقــــرٌ وتشــــريدُ؟!


حسنـاءُ شـــابت وما زفّت لعاشقها

فشـــــــاخ مبسمُها والقـــدُ والجيدُ


تشتـــــاقُها نقشةُ الحنَّــاءِ من زمنٍ

نَمَــا على خــــدّها والنحـــرِ تجعيدُ


خلفَ الغيــــومِ توارى بدرُها أســفًا

وغادرتْهــــا ضحــىً أترابُهـــا الغيدُ


لا لاحَ برقٌ يمـــــــــــــانيٌّ بمَرقبِهــا

ولا المـواقيت صلّتهـــــا المواعيـدُ


ولا تراءى سهيـلٌ، أو شجى طـربٌ

ولا هجــــوعٌ دنا أو لَانَ تسهيــــدُ


ولا تنفَّـسَ صبـــــحٌ بالنــــدى عبقًا

ولا تذكّرتِ الكَــــــــرْمَ العنــــــاقيدُ


هل رامهــا أحدٌ حين الدخان طغى

واستعمر البحـرَ والآفاقَ تســويدُ؟!


فهـــل سيظهر فجـــــرٌ ممطراً أملًا

وتَطرِبُ السهلَ والروضَ الزغاريدُ؟!


متــى وذاك الدجى يقتات فرقدَها

ويشرب الضوءَ والأحلامَ يا عيدُ؟!


إلاَّ إذا ما استفـــاقت روحُ أمَّتنـــــا

وعاد للصـــف والرَّايات توحيــــــدُ


يعــــود للأرض عــدلٌ تستنيـــر به

ويغمـــرُ الحقَّ تمكيــنٌ وتمجيـــــدُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))