... لا تصدق🌿


 

 الكاتب المتألق_ الشاعر أ.وسيم عامر

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

لا تصـدق كل ما تراه!..

نحن في زمـنٍ يمكن فيه للغريق أن يعطيك تعليمات السباحة،

وللمنهار نفسيًا أن يصنع دورةً عن السلام الداخلي.

صارت الحقيقة لا تُقال، بل تُجمل وتُفلتر،

كل شيء هنا قابل للتجميل:

النوايا، الكلمات، وحتى الدموع،

تضحك في العلن، وتبكي في الخفاء.


الطبيب النفسي الذي اعتاد الإنصات لوجع الآخرين،

نسي مع الوقت كيف يعترف بوجعه.


والمُحاضر الذي يُحدث الناس عن السلام الداخلي، 

ينهار بصمتٍ كل ليلة،

تحت وطأة الضجيج الذي لم ينجح يومًا في إسكاته.


وذاك الذي يبيعك نُسخ التنمية البشرية،

يتناول دواء الاكتئاب سرًا.

حتى من كتب: عشر خطوات نحو السعادة"،

لم يكن سعيدًا في أي خطوة منها.


نحن نعيش في زمـن المظاهر،

زمـنٌ تُغلف فيه الحقيقة بورق هدايا لامع،

ويُعاد تغليف الفشل تحت لافتة: تجربة ملهمة".


زمـنٌ تكتب فيه سيدة الإيقاع عن الحياء،

والممثل الذي خان عشر نساء،

ينصحك في أفلامه بأن الحب أمانة".


والسياسي الذي باع وطنه في صمت،

ينزل إلى الشارع حاملًا علم البلاد وقت انتخاباته،

ويعد الجياع بوطنٍ لم يعُد موجودًا..

وطن دُفن ذات خطاب، وحُمل على أكتاف التصفيق.


لا تصـدق المظهر،

فأكثر الناس وسامة

هم من يُخفون أعمق الجروح،

جروحًا لم يجرؤ أحد على لمسها،

لأنهم اعتادوا أن يكونوا أقوياء،

وأن يبتسموا، رغم كل ما يتساقط داخلهم بصمت.


هم أول من يسأل، وآخر من يُسأل: كيف حالك؟

يتقنون الإنقاذ، ولا يطلبون النجدة،

يمشون بثقة، لا لأنهم بخير،

بل لأن السقوط علنًا، كسر لا يُجبر.


ولا تصـدق كل الكلمات،

فأكثر العبارات حكمة، كتبها أناس لا يطبقونها على أنفسهم.


حتى تلك الفتاة التي تكتب كل صباح عن: المرأة القوية المستقلة"،

قد تبكي في المساء

لأن أحدهم لم يسألها:

هل أنتِ بخير حقًا؟

– كيف حال قلبك الليلة؟

– هل تعبتِ من كونك دائمًا القوية؟


وذلك الرجل الذي يملأ صفحته بحكم الكبار،

ربما لا يعرف كيف يعتذر حين يكسر قلب أحدهم بكلمة.


يا صديقي، العالم ليس كما يبدو لك هنا.

فليس كل من كتب عن الحب قد عاشه،

ولا كل من لعن الحب كان ضحية.


بعض الناس يُجيدون العزف على أوتار الوعي،

لكنهم لا يُجيدون الإصغاء لصوت ضميرهم.


لذا، لا تتبع أحدًا حتى تنظر خلف كواليسه،

ولا تقدس أحدًا لمجرد أنه قال كلامًا جميلًا،

فالزيف أحيانًا يرتدي عباءة الحقيقة،

ويمشي بثقة في سوق العقول الغافلة.


في هذا الزمـن:

كن قارئًا لا مُنقادًا،

محللًا لا مبهورًا،

مُشككًا لا ساخرًا.


فالعالم لم يعُد كما يبدو،

العالم بات مدهشًا،

ليس من شدة الحقيقة،

بل من كثرة النفاق.


_ وسـيم عامـر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))