.... المتكبر🌿


 

 الكاتب_ الشاعر أ.عبد الفتاح الطياري

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

المتكبر والكتاب

 كان هناك رجل يدعى "أحمد"، اشتهر في قريتنا بعزلته الكبيرة ولباسه الفاخر وكلامه المتعجرف. لم يكن يمر في السوق إلا وهو رافع رأسه كأن الأرض لا تساويه، وكان لا يترك مناسبة إلا وينتقد فيها الناس:

 "انظروا إلى هذا، لا يعرف كيف يلبس!" "وهذه المرأة؟ كيف تخرج من بيتها بهذا الشكل؟" "كل هؤلاء جهلاء، لا يعرفون شيئا عن الحياة!" 

كان أحمد يظن نفسه أعلى من الجميع، ويتفاخر دائما بنجاحه وتعليمه ومكانته. 

وذات يوم، جاءه رجل فقير بثياب ممزقة، يطلب منه بعض المساعدة لإطعام أطفاله. نظر إليه أحمد باحتقار وقال: "أنت فقير لأنك كسول! لو عملت بجهد مثلي لما احتجت أحدا!" 

مرت الأيام، وانقلب حال أحمد فجأة. تقاعد وخسر أمواله من حلالها وحرامها ولم ينجح أطفاله وأصبحت زوجته طباخة تبيع الأكل لإعانة العائلة، وتخلى عنه أصدقاؤه، وبات لا يملك سوى بعض الدنانير وحلقة مضيقة من أصدقاء الحين. أصبح يتردد على نفس السوق، بثياب بسيطة، يتمنى لو يسلم عليه أحد. لكن الناس كانوا يتجنبونه، فقد تذكروا كلماته الجارحة. 

وذات صباح، اقترب منه رجل يحمل كيسا من الخبز. قال له بابتسامة:

 "هل تتذكرني؟ أنا من انتقدتني يوما واتهمتني بالكسل. كنت فقيرا، نعم، لكنني لم أنس الإنسانية. خذ هذا الخبز، فأنت الآن تحتاجه.

 انكسرت نفس أحمد، وأدرك أن المال يذهب، والمكانة لا تدوم، لكن ما يبقى في قلوب الناس هو التواضع والرحمة. ورجع إلى مكانه المعتاد على حافة الطريق... وحده. 

بقلمي عبد الفتاح الطياري -تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))

يا من تراقبني بصمت