في متاهة الزمن الضبابية/بقلم الكاتبة/سعيدة محمد صالح.
***في متاهة الزمن الضبابية
أيتها الساعاتُ التي تنقضي بلا توقف،
كيف لقلبي أن يتوافق معكِ،
أنتِ تجرين بثباتٍ،
وأنا أهرب منكِ بلا وجهةٍ.
أيُّ معادلةٍ تلك التي تجمعنا؟
أنتِ تتنقلين بين الدقائق
بينما أنا، في مرآتي، أعيش العمر
بمزاجٍ يراوغ بين الماضي والمستقبل.
الساعةُ تشير إلى الحادية عشرة،
لكن أين أنا؟
قلبي لا يعرف حدودًا،
يتبع طريقًا مائلًا،
يتسلق جبال الانتظار
ويغرق في بحور اللامبالاة.
أحيانًا، يتوقف الزمان في ركنٍ مظلم،
حين ينهار مني يومٌ أمام مرآةٍ ضبابية،
فيقف الزمن ساكنًا،
معلقًا بين الشهيق والزفير.
أحيانًا أخرى، يتسارع الزمان
كما لو أنَّ ثوانيه تستنكر العيش في هذا الجسد المرهق،
وكلما تنقلت الساعات،
ازدادت اللحظاتُ ارتباكًا،
وكأن كل شيءٍ يبتعد عني أكثر،
وكل شيءٍ يعود في نفس الوقت.
أه، لو أنني أستطيع أن أوقف الساعات
أو أضبطها على منوال القلب،
أينما نلتقي، كما شئنا،
في غياهب الزمن المفقود،
أو في لحظةٍ كانت بالأمس،
ونحن نعيش في أرضٍ غير هذه،
نُشيد فيها معنى الأيام،
بينما نفقد كلَّ شيءٍ
إلا ما نعيشه في داخلنا.
أيتها الساعات الجافة،
كيف تحاولين تقييد مشاعري بأرقامٍ؟
إني أعيش في زمانٍ آخر،
زمانٍ لا يحده تقويم،
بل هو نفسي،
مشوشٌ، متغيرٌ، متأرجحٌ
كالموجات التي لا تكف عن التذبذب.
تعليقات
إرسال تعليق