🌺🍀أمل جاء بغير موعد🍀🌺

 الشاعرة أم إبراهيم

تكتب

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

قصة من رواية


"أمل جاء بغير موعد"


لازمت فاطمة زوجها في المشفى، تقف خلف نافذة زجاجية للغرفة التي يرقد فيها، تبكي وقلبها يتفطر ألمًا وحسرة. يتمدد أحمد على ذلك السرير بلا حراك، كأنه جثة ملقاة تنتظر من يرأف بحالها، وليس من هو أهل للرأفة والرحمة غير الله هو وحده، وبعد الله..! دعاء زوجته الوفية وحبها الذي يلازم روحه!


وفي تلك الليلة..! وفي منتصفها، لا شيء سوى أصوات تلك الأجهزة الطبية ذات الأصوات المرعبة، وظلام يعم المكان ونبضات قلب أحمد الغير منتظمة، وهمس فاطمة بدعائها وتوسلها بربها بأن ينظر بعين الرحمة لزوجها المسكين الذي أودى به ضميره وإحساسه بالغيرة والمسؤولية على بلده بأن يكون طريح الفراش فاقدًا لبصره وبعض أصابع يديه، بعد أن كان ساعيًا للجهاد ولطالما كان يحمل روحه بيده ليقدمها قربانًا وفداءً لذلك الوطن الجريح الذي ينتمي إليه.


شعرت فاطمة بالتعب فأدنت برأسها بالقرب من رأسه، حينها شعرت بالنعاس وكأن سحرًا سرى بروحها وعقلها، أو أن يدًا ملائكية مرت عليها لتشعرها بالأمان، وبعدها الاستسلام للنوم. وبعد أن اطمأن قلبها بدعائها الخالص ولثقتها بالقبول، فإن الدعاء يجلب السكينة والراحة في قلب من يدعو بإخلاص ملحًا خاشعًا متوسلًا إلى خالقه. نامت حين وضعت رأسها، ثم وضعت يدها على يده السليمة وغرقت في نومها وكأنها طفلة ائتمنت وجود والديها قربها!


وفي الفجر...

صحت فاطمة على صوت طرقات خفيفة تطرق على زجاج النوافذ، لتصدر أصواتًا رقيقة، قد كانت تلك قطيرات المطر النازلة على النوافذ. دخلت تلك الأصوات الرقيقة إلى مسامع أحمد وإلى قلبه، لتجعلها منتظمة، وتجعله يصحو من غيبوبته، يحاول فتح عينيه المضمدتين، لكنه لم يقدر، فقد أطفأهما القدر ربما إلى بعد حين، أو ربما إلى الأبد!..


بقلمي أم ابراهيم

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))

يا من تراقبني بصمت