.... على ناصية🌿
الكاتبة_ الشاعرة أ هانم عطية
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
قصة قصيرة
على ناصية الغيب
في خضم الحرب، خرجت امرأة تبحث عن بعض البندورة وعدد من الأرغفة وقليل من حليب الأطفال. كانت ترتجف في طريقها، تخشى أن تتساقط القذائف على منزلها حيث ينتظرها الصغار. لقد أوصتهم بالاعتناء ببعضهم البعض، وفي حال عدم عودتها إليهم، سيكون اللقاء في جنات النعيم كما وعدها الله.
تجولت في السوق، تبحث عن طعام لأطفالها، لكن السوق كان خالياً، يسكنه فقط القطط والكلاب الضالة التي تبحث بدورها عن الطعام. عادت خائبة اليدين، لكنها كانت تردد في نفسها: "ما الحل؟" طرقت باب جارتها، التي نهضت وشاركتها ما لديها من مؤن، بينما كانت الصغار تبكي والأم ترتجف خوفاً عليهم مع ارتفاع صوت القصف.
أسرعت نحو السلم، حيث كان القصف يتوالى، والطعام يتناثر، والأطفال جائعون، وعيونهم صامتة يسكنها الفزع، كان الجميع يرتجف عند سماع صوت الانفجارات،. كانت الأم تسعى للوصول إلى أطفالها، والطريق بين الطابق الأول والرابع يبدو طويلاً، لقد تضاعفت المسافات لتصبح ملايين الكيلومترات وكانت الدقائق تمر كأنها سنوات
وكل شيء حولها يرتجف: البيت، قلبها، الأطفال. إلا ذلك القصف الأعمى
فجأة، سقطت قذيفة، أخمدت رجفة البيت والأم والصغار وبات الجميع صرعى تحت الأنقاض، وكان اللقاء عظيما هناك، على ناصية الغيب.
بقلم: هانم عطية الصيرفي
تعليقات
إرسال تعليق