....حضرة🌿


الكاتبة_ الشاعرة أ. أم ابراهيم

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

 حضرة عامل النظافة 

الجزء 9

رجعت نجوى إلى منزلها...

..وما إن دخلت حتى استقبلتها والدتها وهي تضع يدها على خصرها تتهيأ لصراخ وعتاب ولوم..

دخلت نجوى وألقت السلام لكن والدتها لم ترد فقط قالت لها :-

–لقد تماديت كثيرًا،أنتِ لم تذهبي إلى العمل اليوم ولا أعرف أين كنتِ ذاهبة وأنتِ في هذا الحال ..

أجابت نجوى ...أنا بخير يا أمي مابكِ؟ ...

ردت أم نجوى...

–سوف تذهبين إلى بيت عمتكِ لتبقي هناك فترة 

عسى أن تكون أكثر سيطرة مني عليكِ وهذا قرار نهائي قد عزمت عليه 

–لكن أُمي ...لم أعد صغيرة .اِسمعيني..

–قلت قرار نهائي هيااا اذهبي وجهزي حالكِ فسوف تذهبين اليوم قبل غد

طأطأت نجوى برأسها ..لكن سرعان ما خطرت فكرة في بالها أبعدت عنها الخيبة والحزن وأسعدتها لكنها لم تظهر ذلك لوالدتها ودخلت غرفتها مسرعة تحزم حقيبتها و وقفت أمام المرآه تسرح شعرها القصير وتحدث نفسها قائلة :-

_هيا يا نجوى هياا..!! فخرجت من غرفتها متأنقة مرت من أمام والدتها وقالت لها وهي تبتسم

–أراك بخير يا أمي ..فنظرت إليها الأُم مستغربة وقالت لنفسها ..مابها هذه البنت ..وارتدت نظارتها لتنظر إليها محدقة .

فذهبت نجوى وقادت سيارتها وذهبت إلى مشوارها المهم الذي وعدت سامر به وسبحان الله ..كان الحظ حليفها حين غضبت أُمها وأرسلتها إلى بيت عمتها ليكون لها عذر في الغياب عن البيت..

ذهبت نجوى إلى بيت عمتها واستقبلتها الأخرى بكل حنان وحب لأنها كانت تحبها كثيرًا..وبعد يومين ذهبت إلى سامر وما إن رأته حتى سردت عليه كل ماحدث معها وماذا طلبت منها والدتها فأمسكت بقميصه وسألته هل يقبل بأن تسكن عنده ..فنظر سامر إليها مطولاً مبتسمًا خجلًا فسحبت يديها خجلة وأجابها..

–أنا كلي لكِ وبيتي المتواضع وروحي وحتى قميصي الممزق هذا وضحك ..وضحكت هي الأخرى ونظرت إليه ولا تكاد تطيل النظر في عينيه من شدة خجلها لكنها أجبرت نفسها من أجل طلبها عنده وقالت له و قد احمر وجهها خجلًا لأنها قرأت في عيون سامر كل شيء يخفيه عنها :-

فحدثها قائلًا...

–عزيزتي ..لقد شغلتِ بالي حين قلتِ أن هناك أمرًا هامًا تودين أن تقوليه لي فما هو؟

–نعم ...فإن لي طلبًا عندك عسي أن تلبيه لي..فقط عدني بأنك سوف تقبل بكل ما أطلبه..

فأجابها...اُطلبي كل ما يحلو لكِ فالعطاء ليس بالكلام فقط ...جربي وسوف تجدينني عند حسن ظنكِ!

طال الصمت بينهما لأن نجوى كانت خائفة لو أن سامر لم يلبِ طلبها لأنها تعرف أنه صعب عليه لكنها تثق به لأنها تعرفه جيدًا ربما أكثر من روحها!...

فكسرت الصمت وقالت...

ألم تقل قبل قليل أن العطاء ليس فقط بالكلام بل بالأفعال أيضاً؟

–نعم..وأنا عند وعدي ولن أخالفه 

–"من الآخر يجب أن تكمل دراستك "

فطأطأ برأسه وأجابها...أنا وعدتكِ أن لا أخلف لكِ وعدًا لكن ماتطلبينه مني صعبًا يا نجوى الغالية...

دار بوجهه عنها لأنها وضعته في حيرة من أمره...فرد عليها مرة أخرى... لا يمكن ذلك فظروفي لا تسمح أبدًا...

وكأن نجوى لم تسمع ماقاله سامر وأضافت قائلة ..ما رأيك أن تترك عملك وترجع إلى جامعتك وتكمل دراستك؟

–أترك عملي ..ومن أين أُطعم إخوتي وأدفع إيجار هذا البيت الهالك..قالها وهو غاضب يشير بيديه الاثنتين إلى أرض المنزل..

أمسكت نجوى نفسها واستجمعت قواها وتنفست الصعداء وأضافت مرة أخرى قائلة وكأنها لم تسمع ماقاله سامر ولا رأته كيف غضِب

–أنا سوف أذهب مكانك إلى العمل... ،يعجبني أن أجربه وأترك عملي وأنت ...لا عليك بشيء عد إلى جامعتك ودراستك ..

قام سامر من مكانه غاضبًا وأدار بوجهه عنها مرة أخرى وذهب نحو الباب ورجع إليها مسرعًا و وضع عينه بعينها وقال لها مشيرًا بأصبعه مباشرة إلى وجهها وقال:-

–أنتِ ؟...تصبحين عاملة نظافة؟..وأنا...أرتدي ملابس أنيقة وجميلة وأذهب إلى الجامعة؟..ولا يهمني شيئًا وأعيش مرتاحًا؟ ..قولي وأكملي ..بأن يجب أن أرتدي فساتين وأضع الزينة على وجهي..قالها مستهزئًا بنفسه ثم أضاف..

–هل تمزحين أم أنك تستفزينني؟

فضحكت نجوى ضحكة عالية واختنقت من شدة الضحك...

وقامت نجوى من مكانها وأمسكت بذراعيه قائلة :-

–لا لا أمزح ولا أستفزك لكن هذه رغبتي إن كنت تحبني فعلاً دعنا نتفق ونفعل ما أُريد أنا 

خرج سامر غاضبًا ولم يتفوه بكلمة وتركها وحدها ودخل إلى غرفته فبعد حين...ذهبت نجوى لترى أين ذهب فما أن وصلت إلى الغرفة حتى تراجعت لأنها رأت سامر يعبث بشيء ما وهو غاضب فاختبأت خلف الباب لترى ماكان بيده فإذا به سلاح يقوم بتلميعه وهو يتوعد ويتهدد ويتحدث إلى نفسه بكلمات لم تفهمها فرجعت إلى مكانها خائفة مستغربة تسأل نفسها ترى ما ذلك السلاح وهل سامر فعلاً غاضب من طلبها أم هناك شيء آخر ؟

حل المساء وأحضرت نجوى العشاء بنفسها ونادت الأولاد ونادت سامر فلم يستجب لها ظل جالسًا في غرفته فنام الأولاد وهي أيضًا غلب عليها التعب والإرهاق فذهبت تبحث عن بطانية تلف بها جسدها لكي تخلد إلى النوم ففي بيت سامر وقربه شعرت بالراحة والأمان والطمأنينة..

نام الأولاد ونامت نجوى يتناثر شعرها على وجهها وهي تبدو كالملاك وهي نائمة ،خرج سامر من غرفته واقترب من نجوى ينظر إليها بشوق وعطف وأزال شعرها من على وجهها وهو يحدث نفسه ويقول..كيف تجرؤ هذه الجميلة أن تطلب مني هكذا طلب وهل تعتقد أني سيء لهذه الدرجة حتى أقبل بما تطلب؟..

أمسك البطانية وغطاها جيدًا وانحنى لكي يقبّل جبينها لكنه تراجع لكي لا يوقظها من نومها 

في اليوم التالي نهضت نجوى من نومها باكرًا فوجدت سامر لم يذهب إلى عمله بعد فاصطنعت الحزن 

رآها سامر هكذا فألقى عليها تحية الصباح ويبدو بعض الغضب على وجهه فلم ترد التحية وأجابته...

–أنت لم تفِ بوعدك لي،إذاً فلا داعي لوجودي هنا عند شخص لا يفي بالوعود ...

ولن تراني مرة أخرى

فاقترب منها وكأنه يوبخها

–أنتِ هل جننتِ ..كيف تعملين عامل نظافة..وكيف لي أن أتركك تفعلين ذلك؟…فأجابته بكل ثقة ..

–أحببت أن أجرب هذا العمل مع أني لن أخسر شيئًا لأني سوف أكسب المال ...فضحكت حين قالت ذلك ...وأضافت 

ولا تقلق ..سوف أتنكر بزي رجل ...قالت كلماتها هذه وهي تدير بوجهها عنه وتتكلم بكل ثقة فأجابها

–أأنتِ مجنونة؟..فأجابت 

–نعم أنا مجنونة بك...وما إن قالت كلمتها هذه حتى وضعت يدها على فمها لأن ماقالته كان خارجًا عن إرادتها!..

فنظر إليها نظرة مختلطة مابين دهشة وشوق وحب!

وأجابها...

–حتى لو كنتِ مجنونة فلا أسمح لكِ أن تفعلي ما يحلو لكِ

–جربني و لن تخسر لأني مصرة على ذلك،وإن لم تلتحق بجامعتك يا سامر فلن ترى وجهي مرة أخرى لأن دراستك ومستقبلك أهم من الدنيا كلها،والعمر والسنون تمر بسرعة .. والمحبون يا سامر يجب أن يكونوا سندًا لبعض وأنا وإن كانت فكرتي في أن أعمل في التنظيف جنونية كما تعتبرها أنت لكني أعتبر ذلك مغامرة،ممارسة عمل لم يسبق لي أن مارسته..أرجوك يا سامر وأتوسل بك أن توافق على طلبي..قالت ذلك وهي تمسك بيده متوسلة حتى جعلت من إرادته تلين وقد يوشك أن يستسلم لأمرها

–دعيني أفكر ...وسوف أبحث عن طبيب نفسي "شاطر" لكي أعرض حالتكِ الصعبة هذه ..

ضربته نجوى على صدره مستاءة مما قاله فأجابها وهو يبتسم :-

–نجوى أيتها الغالية دعينا نكمل يومنا هذا وبعدها نقرر..فأجابته ..لا لن أكمل أي يوم مالم تستجب لما أطلبه وأنا لم أطلب منك أي شيء من قبل ..

..قضى سامر يومه وهو حائر لا يكلم أحد منعزلًا في غرفته .

وضعته نجوى في حيرة من أمره ،لا يعرف كيف يفكر ولا ماذا يقرر ونجوى تركته بحاله لم تتكلم معه .

سامر قد أحب نجوى ويحترمها ولا يقدر أن يرفض لها أي طلب وحار بين أمرين إما أن يوافق على طلب نجوى وذلك لا يسمح به أو أن يرفض وهذا ما يفرق بينه وبينها ويكون قد خسر أغلى ما لديه....بعدها...

اتصلت العمة بنجوى...يتبع

بقلمي أم إبراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))

يا من تراقبني بصمت