... رحيل🌿


 

 الكاتب_ الشاعر أ. فاطمة فايد

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

**الفصل السابع  

رحيل...**


لم يلتفت الأهل لبكاء رحيل، واستعدوا، وعلت الزغاريد، وأقاموا الأفراح والأغاني استعدادًا لعقد القران. جاء المأذون وسألها: "من وكيلك للعقد؟"  

قالت: "لا أعرف." فأجاب الأب نيابة عنها وقال: "أخي الكبير، عمها، فهو كبير العائلة."


تركوا رحيل، وذبحوها، ويا ليتهم أحسنوا الذبحة. بكت رحيل وتذكرت محمود واستعطافه لها، لكن بكاءها لم يفد، ولم يحرك فيهم ساكنًا. عقد القران بالفعل، وأتى العريس في الصباح بالهدايا، وكانت فرحته كبيرة ولم ينتبه لحزن رحيل. كل ما كان يشغله أنه انتصر.


بعد أسبوع من عقد القران، قرر العريس أن يهاجر خارج البلاد لمدة عام، ويعود بعدها لإتمام الزواج. فرحت رحيل لسفره، وبدأت تنتبه لدروسها وتذاكر في المنزل.


كانت غرفة رحيل مجاورة وقريبة من منزل محمود، وكان عندما يقف على سطح منزله يشاهد رحيل وهي في غرفتها. كانت تجلس دائمًا تذاكر دروسها على مكتب بجوار نافذة غرفتها. فكان دائمًا يتسلق السطح ويرمي لها بنظراته التي كانت تفرحها وتشجعها. كان عندما يجدها تذاكر لوقت متأخر يرأف بحالتها ويترجاها أن ترتاح، ويقول لها بصوت مرتفع: "ارتاحي فإن لجسدك عليكِ حقًا."


وظلت هكذا تجلس طوال النهار في غرفتها تذاكر وتفرح بوجوده. جعل من سطح منزله هو أيضًا مقرًا ومكانًا لمذاكرته.


فرحت رحيل واستأنست بوجوده، ونسيت العالم الخارجي، وأعطت كل وقتها وجهدها للمذاكرة وفقط. واستمرت على هذه الحالة لمدة عام بأكمله، مستأنسة وفرحة بوجود محمود، وهو أيضًا. ولم يلقيا بالاً لما سيحدث.


وجاء العريس المنتظر، وبدأ بتحديد موعد الزفاف. انتكست رحيل وبكت لأمها وقصت عليها حكاية محمود وحبه لها وتعلقها به. فما كان من الأم إلا أنها وبختها واستنكرت ما تقوله، وقالت إن هذا عار وفضيحة، فهي الآن تعتبر متزوجة ولن تسمع لها.


حزن محمود، وكان له زميل وفي نفس الوقت قريب من رحيل ومن نفس العائلة. قال له: "لابد من حل، لابد أن ننقذ رحيل." فاتفقا على إحضار سيارة وأخذها بوقت متأخر من الليل إلى بلدة بعيدة عند أقارب له.


أبلغوا رحيل، ففكرت فيما سيحدث لوالدتها من ضرر، وكان من الممكن أن يأتوا بها ويقتلوها لأن هذا عار عليهم. رفضت الفكرة واستسلمت. فجن جنون محمود، ولم يستطع أن يفعل شيئًا سوى أن كتب لها رسالة قاسية لم تنسها حتى الآن. كان مضمونها:


"...لو استطعت أن أملأ فمي بمياه البحر كله لأبصق في وجهك، لبصقت..."


حزنت رحيل ولم تستطع فعل أي شيء، وتحدد موعد الزفاف. وما كان على رحيل سوى...


يتبع...


**رحيل...**  

*بقلم: فاطمة فايد*

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))