🌻🌹رحيل🌱🌹

 الشاعرة فاطمة فايد

تكتب

🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻


🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

**الفصل السادس  

رحيل...**


رجعت رحيل إلى البيت منهارة، تبكي بجنون، لم تصدق ما حدث لها. قصت على والدها ما وقع بها من أذى، وكانت المفاجأة في برود تام من الأب. بل على العكس، بدأ يرمي اللوم على ابنته، مشيرًا إلى أن التعليم لا قيمة له، وأن هذا العريس الثري لا يُعوَّض.


رفضت رحيل وأصرّت على فسخ خطبتها، فذهبت إلى عمها الكبير وروت له ما حدث. غضب العم وانزعج، وأصرّ على فسخ الخطبة، لكن الأب استمر على موقفه. فالهدايا وكثرة العطايا أبهرته، وعميت عيناه عن كل شيء. لم يهتم بابنته ولا برأيها، وحدد موعد عقد القران.


في ذلك الوقت، بدأ محمود بإلقاء النصائح على رحيل، مشيرًا إلى ضرورة رفض هذا الزواج، لأنه غير لائق بها، وأنها تستحق الأفضل. ولكن لأنها لا تملك من أمرها شيئًا، غلب عليها الحزن والصمت.


أثناء تواجدها في المدرسة، رأت محمود أمامها، فأعطاها كتابًا وضع بداخله ورقة. في ذلك الوقت لم تكن هناك أي وسيلة للاتصالات. كان مضمون الرسالة:


"...أنا معجب بك منذ أن عرفتك، ولكن حيائي منعني من البوح. ولكن بعد ما حدث لكِ من ضرر، وأحسست بعجزي وأنا واقف مقيد، لا أقدر على شيء فهو خطيبك، أما أنا... أتوسل إليكِ أن تبذلي كل ما في جهدك وأن ترفضي، فأنا أحبك..."


فزعت رحيل من حديثه واندَهشت. لأول مرة تشعر بهذا الإحساس وتعرفه. لم تكن تعرف شيئًا، فقد كانت بريئة، طفلة. ولكن سرعان ما تأثر قلبها بحديثه وأسلوبه اللبق الأنيق، وبدأت تقارن بينه وبين خطيبها. ظلت تفكر طوال الليل في حديثه.


في اليوم التالي، أثناء وجودها في المدرسة، فجأة رأته أمامها وقال لها: "ماذا قررتِ؟"  

قالت له وهي في خجل لم تعتد عليه معه، لم تستطع أن ترفع عينيها في عينيه، وكاد الخجل يقتلها:  

"الأمر ليس بيدي، ليس لي رأي، فأبي شديد..."  

توسل إليها أن تحاول، وبالفعل حاولت مع والدتها التي كانت تخشاه، ولكن لا فائدة.


تحدد موعد عقد القران الأسبوع القادم، وبدأوا بالتجهيزات والاستعداد. ذهب الأب وابنته إلى المدرسة لسحب شهادة الميلاد، فهي المستند الوحيد والوسيلة لعقد القران في ذلك الوقت. وقف جميع الطلاب ليودعوها، وقلوبهم تتقطع على زميلتهم. وأصاب عبير وسعاد حالة من البكاء الشديد، مما جعل رحيل لا تتمالك نفسها. أيضًا، وقف المدرسون عاجزين، ويبدو على وجوههم الأسى.


عند خروجها من الباب الرئيسي، تفاجأت بمحمود يراقبها من بعيد. انتفض قلبها، وانهارت وبكت بصوت مرتفع. شد والدها على يدها وأخذها ومضى. ظلت تبكي وتستحلفه ألا يتمم العقد، لكن... لا حياة لمن تنادي.


وبالفعل، تحدد يوم الخميس لعقد القران.


يتبع...


**رحيل...**  

*بقلم: فاطمة فايد*

🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))