إلى مولَّهَةٍ مجهولة

 الأديب لطفي منصور

يكتب

🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻


🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

أ.د. لطفي منصور

خاطِرَةٌ:

إلى مولَّهَةٍ مجهولة:

أيتها السعادةُ الأبديّة

كنتُ قبلَ أنْ ألقاكِ هائمًا في ضلالاتِ الهُدَى

فلمّا ظهرتِ فجأةً في طريقي

أنزلتِ السكينَةَ على قلبيَ الْخافِقِ فانتَشَى

وَ أَصْبَحَ لَيْلِي نَهارًا، وَنَهارِي جَنَّةً، وَأَرَقي سَكِينَةً.

ووهبتِ نبضاتِ قلبي موسيقى الأبديّة، فَأَطْرَبَتْنِي بَعْدَ جَفافِ الْعَواطِفِ.

المحبّةُ أيتُها الغاليةُ لا يستطيعُ الزَّمَنُ أنْ ينالَ حُرمتَها بِنَوائِبِهْ

أو يَمَسَّ عَفافَها بأيِّ أذَى وَإنْ طالَ وَطالَ

سوى أنّه يُعَمِّقُ مجارِيَها ويُوَثِّقُ صِلاتِها وَعُراها قُوَّةً كُلَّما هاجَ الشَّوْقُ، وَغَلى الْحَنِينُ

الْعِشْقُ أَيُّها الْمَلاكُ رْوحُ اللَّهِ تَدورُ حَوْلَ نَفْسِها، كما يََدورُ الشّاعِرُ حَوْلَ دُوارِهِ

يَرْسُخُ بِالنَّفْسِ كَرُسُوخِ الرَّواسِي في الْأَرْضِ

وَهُوَ سَمِيرُ الْعاشِقُ في قَبْرِهِ.

الْغِيابُ لا يُفْنِي الرُّوحَ بَلْ يُؤَجِّجُها كالنّارِ في الْهَشيمِ. 

كَثِيرونَ مِنَ الْعُشّاقِ صَنَعَ مِنْهُمُ الْبُعْدُ شُعَراءَ

فَهٍُوَ حَنينٌ دائِبٌ إلَى النِّصْفِ الآخَرِ لا يَكَلُّ وَلا يَمَلُّ كَما قالَ أَفْلاطُون.

وَذاكَ النِّصْفُ شَجَرَةْ، وَزَهْرُها عَبَقُ الْمُهَجِ، وَرَحيقُهُ إكْسِيرُ الْحَياةِ، واللِّقاءُ ثَمَرٌ

فَالْغِيابُ مِفْتَاحُ الْقْفُولْ

هَذِهِ دَوْرَةُ الْوْجودْ، كَما يَسيرُ جَفافُ الْماءِ في يُبْسِ الْعودْ

———-

الدُّوارُ هُوَ حَجَرٌ كُرَوِيّْ بحجْمِ كُرَةِ الْقَدَمِ، كانَ يُؤْخَذُ مِنْ جِبالِ مَكَّةَ، فَيَضَعَهُ الْمُسافِرونَ في طَريقِهم، ويدورونَ حَوْلَهُ تَبَرُّكًا، كما يطوفُ الْحَجيجُ حَوْلَ الْحَجَرِ الأسْوَدِ، وقدْ مَرَّ ذِكْرُهْ في مُعَلَّقَةِامْرِئِ القيسِ.

🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))