شجرة الحرية

 الشاعر عمر صبحي صالح

يكتب

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

« شجرة الحرية »


كنت أسير في طريق العصور  

وأقلب وأقرأ ماهو مسطور

فرأيت في هذا الطريق مآسي وفواجع ومعاناة

يشيب لها الرأس ويتصدع بالآهات

كانت هناك مناظر ترتعش لها الأجساد 

وتضطرب لها القلوب بالارتعاد

فيها عذابات جسدية ونفسية وفكرية 

كان الصغار والكبار يعانون 

ولباسهم السواد وتدمع لهم العيون

شاهدت أناس مقيدة بالسلاسل 

وبعضهم يجلد بالسياط الجوافل

والبعض الآخر قابعاً في غياهب السجون 

والنساء شاهدتهم يتعذبن ويُمتهنّ

فالكل قابع تحت هذا الذل

فسألت أحدهم

لماذا حلّت عليهم كل هذه البلايا ؟

قال هؤلاء أضاعوا طريق الشجرة 

وأصبحت حياتهم جداً تعسة

قلت وماهي ؟

قال هي شجرة جذورها بشرية 

وجذعها إنسانية 

وأغصانها اجتماعية

وأوراقها نفسية

وثمارها فكرية

كل من يأكل منها تحل عنه البلايا 

ويصبح معافى في جسده ونفسه وفكره من كل الزوايا

هي تقع  في أرض العقول والقلوب 

فبلوغها يحتاج بذل كل الجهود

فتملكني الخوف من حديثه

فكرت ملياً في عاقبة أمري

فعزمت على المسير 

نحو الشجرة حتى لا أصبح أسيراً

فقال لي إذا ذهبت فاحمل معك زادك وسيفك

قلت ولماذا ؟

قال لتقارع الوحوش المفترسة حول الشجرة

فهي لا تعرف الرحمة ولاالمغفرة

عزمت وتوكلت وسرت نحو الشجرة بلا خوف أو وجل 

شاهدت الكثير من الأموات على قارعة الطريق المؤدي إلى الشجرة

نهشت الوحوش أجسادهم 

وتركت نفوسهم وأفكارهم تتعذب

من شدة المنظر أراد الخوف أن يتملكني ولكني زجرته 

اشتعلت نيران الحماسة والصمود في نفسي 

واصلت المسير أياماً وليالي 

متحملاً الجوع والعطش ولا أبالي

ظهرت الوحوش المفترسة لي

تريد أن تتخطفني من كل اتجاه 

قارعتهم بالصبر والتجلد ومزقت أجزاء من أجسادهم 

فبدأوا يهربون واحداً تلو الآخر 

فواصلت الكفاح حتى بلغت غايتي

رأيت الشجرة تتجلى أمام نظري

فرحت بهذا النصر العظيم

وبدأت أتذوق من ثمارها

فحلَّت عني البلايا 

وتخلصت من الذنوب والخطايا

فعرفت أن الحرية لا تباع ولا تشترى ولا تقدر بثمن 

فسلام على الأحرار في كل زمان ومكان


المهندس عمر صبحي صالح

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))