تحرر






الأديب  / محمد الصباغ  / يكتب 

 قصة قصيرة I تحرر 


عندما انفصلت روحي عن جسدي لفترة فقد حافظت علي مسافة ثابتة ما بين روحي وجسدي ؛ لم تزد المسافة عن ثلاث قامات ؛ بحيث تسطيع روحي أن تلاحظ جسدي ؛ بعد أن صار جسداً وحيداً بلا روح ؛يستعد لرحلته الأبدية ؛ بأن يتكشف مكان الإنطلاق الذي عليه أن يبدأ منه الرحلة الجديدة ، التي يأمل أن تكون أفضل من سابقتها ؛ وسابق سابقتها .


 لقد أدهشني أن جسدي وروحي في البعاد القريب ؛ كلاهما حراً ؛ بل صار جسدي قبر يتحرك وبحر يتحرك ؛ ونفس تتحرك ، تلاحقني المزعجات ؛ أروغ منها ؛ تقطع علي الطريق ؛ فأصعد علي رصيف الحياة المقابل ؛ هرباً منها بأن أجري للخلف ووجهي للأمام ؛ تفاجأني ووجهي للأمام وأنا أجري للخلف ؛ تفاجأني بأنها أمام وجهي وأمام جريي ، أتوقف فتهطل الأمطار ؛ أمشي فتصبح الأرض زلقة ؛ أجري ؛ يتثبت قدمي في الأرض بمسامير ؛ فيثبت جسدي وتتحرر روحي ؛ تتحرر روحي ولكنها تاهت مني في تحررها ؛ أثبت تحت المطر ؛ حتي تعود وتعاود السكني فيّ ، وحقيقة لم أدرك في لحظاتي تلك : أكنت أنا مت أم أني قد تحررت ؟! أم إني قد تحررت بالموت !! . 


                                محمد الصباغ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))