بلدنا الميت
الأديب / محمد الصباغ / يكتب
قصة قصيرة I بلدنا الميت
كان يحجم عن الصلاة علي أي ميت لا يراه هو صادقاً في حب الوطن ؛ حتي لو بدا أو شاع عنه أنه غارقاً في حب الوطن ، علي أرض الوطن ؛ بينما كان يؤم صلوات خاصة علي كل من عرف أو لم يعرف ويسمع بموته خارج أرض الوطن وكان يعتقد في إخلاصه للوطن ؛ وإن كان سلوكه منافياً لحب الوطن ؛ بهجره والإقامة خارجه . فلما عبرت له عن اندهاشي من سلوكه الغامض ؛ إزاء موتي الوطن ؛ سواء ماتوا علي أرض الوطن أو خارج الوطن ؛ فقد قال ليّ حينها :
"ما آلمني حتي "عدم الموت" هو أنه علي مدار المائة عاماً الماضية من عمر الوطن الذي مازال ينزف متواصلا بالموت دون موت ؛ أنه لم تذرف دمعة واحدة بصدق ؛ علي "ميت" لأجل الوطن ؛ في بلدنا الميت ؛ الذي مات فيه الناس في الموت ؛ فأصبحوا موتي علي قيد الحياة !! وقد أردت أنا ؛ سن صلاة خاصة ؛ فقط لأجل الصادقين في حب الوطن ؛ عاشوا علي أرضه أو ماتوا خارج أرض الوطن " .
بعدما شاع عنه سن صلاته التي يؤم فيها الصلاة علي الصادقين فقط ، في حب الوطن ؛ فقد تحدث بعض أهل الوطن مكفرينه ، ومعبرين عن إلحاده بالوطن وبفهم حقيقة معني الوطن .
محمد الصباغ
تعليقات
إرسال تعليق