،،،،،،نظرة إزدراء ،،،،،،،،









الأديب  / خليل الشلتوني / يكتب 

،،،،،،نظرة إزدراء ،،،،،،،،
انهيت ترتيب حقيبتي الصغيرة وأتممت إرتداء ملابس البحر وإنطلقت قاصدا شاطئ فندق الدورادو ،،
إنه شاطئ جميل يقع على أطراف المحيط الأطلسي والذي يحد جمهورية بنين من الجنوب ،
شاطئ ال دورادو  ، ليس بالشاطئ الفخم الراقي ولا بالشعبي الغير نظيف ، يقصده الكثير من أبناء البلد ولكن النسبه الأكبر من مرتاديه هم من الأجانب المقيمين وخصوصاً العرب وتحديدا اللبنانيين .
وصلت بحمد الله، أوقفت سيارتي في الساحه الاماميه للفندق ، أعدت وضع القبعه على رأسي بشكل مريح وإرتديت نظارتي الشمسية وهممت بالنزول من السياره.
شعرت بهم يقفون عند باب السياره ، أربعة من الشباب من عمر العاشره وحتى الخامسة عشرة ، 
ترددت قليلا بالنزول فقد تملكني شعور بالإرتياب مخلوط بقليل من الخوف ، استجمعت شجاعتي وتصنعت ملامح غضب  رسمتها على وجهي ومن ثم نزلت ،
وقبل أن تلمس قدامي الأرض إنهالت علي عبارات الترحيب ، 
إرتاحت أعصابي وتفككت بقايا التكشيره عن ملامح وجهي وقلت في نفسي ، يا عيب العيب ، شحاتين .
نزلت من السياره وتوجهت إلى الصندوق السياره واذا بهم يتبعونني بخفه ورشاقه تسبقهم الابتسامه ، 
توقفت أمام صندوق السياره ونظرت إليهم نظرة مليئة بالازدراء ثم قلت بعنف وغضب واضح 
_ ماذا تريدون ؟ ها ، قولوا لي ماذا تريدون ، أليس من المعيب انكم تشحتون ..
طبعا  انا اعلم اذا كانوا قد فهموا ما قلت بسبب ضعف لغتي الفرنسية ولكنهم وبكل تأكيد قد فهموا ما قلت  من نظرتي وحدة صوتي .
طارت الابتسامة من وجوههم وتراجعوا للخلف مبتعدين عني ، 
تناولت حقيبتي الصغيره وأغلقت صندوق السياره ثم إستدرت لإنطلق الى الشاطئ .
توقفت بجانب سيارتي سيارة تقل عائلة لبنانيه واذا بالشباب ينطلقون الى حيث باب السائق ، نظرت إليهم بطرف عيني نظرة حاده فأوصلت إليهم كل ما يختلج في صدري من مشاعر ،
نزل الرجل من السيارة مبتسما محييا ، فتح لهم الصندوق ومن ثم بدء الشباب يتعاونون على حمل الأغراض الخاصة بالأسرة اللبنانية ، اراجيل ، مشوى ، مياه وعصائر ومستلزمات البحر للأولاد ، 
تسمرت في مكاني وأخذت إراقبهم وهم ينطلقون نحو الشاطئ مسرورين مبتسمين ، 
 تملكني شعور بالندم وهززت رأسي متأسفا قائلاً في نفسي 
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، انا تسرعت بالحكم عليهم 
أدخلت يدي في جيبي وتقدمت من أحدهم ، وضعتها في يده  ثم أشرت إليه بأن هذه لك ولأصدقائك ،
علت وجهه ابتسامه كبيره ثم إنحنى قليلا مع سيل من عبارات الشكر والثناء،،
يجب أن نتريث قبل إطلاق الأحكام على الناس

خليل الشلتوني
الاردن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))