يوم مغاير







الأديبة  / ليلي أحمد  / تكتب 

 يوم مغاير 

يوم ربيعي جميل زقزقة العصافير تعلو وصياح الديكة يتردد من أنحاء البيوت المجاورة، هديل الحمام يترك بصمته الواضحة على الأجواء وتغريد البلابل يختلط بتلك الأصوات ليتميز عليها، أنه يوم يغري بالمشي ومتابعة شؤون حديقتي كل ماحولي يغريني بالأستمتاع بهذا الجمال  لون ورق الأشجار الأخضر، الزهور التي أبتدأت بالتفتح بألوانها الزاهية الجميلة، لحظة واحدة هناك خطب تعاني منه أزهاري، لقد ألتصقت عليها تلك الحشرات الصغيرة وغيرت لون أوراقها إلى الأبيض، أمرر أصابعي على الأوراق فتلتصق بها تلك المادة مع كمية من تلك الحشرات، ياللهول علي معالجتها سريعا وإلا تلفت وضاع جهدي كله بالإعتناء بها طوال فصل الشتاء، أنظر إليها وقد داهمني شعور بالضعف والإجهاد جعلني أتراجع سريعا لأعود عن فكرتي، شعور بالخيبة يتملكني وأنا أتخلى عن أزهاري بكل بساطة وأتركها تلاقي مصيرها كأني قد تخليت توا عن أحد أبنائي وتركته يعاني ويلات المرض وحده بدون أن أمد له يد المساعدة أو أقف إلى جانبه،  أحاول أن املأ رئتي من هواء الصباح العليل وأشتم رائحة ورود أشجار الحمضيات إلا أنني أكتشف فقداني لحاسة الشم فتتكسر أنفاسي داخل صدري  بنوبة سعال شديد، منذ أصابتي بالمرض وجسدي لايكاد يقوى على حملي، ضعف يسارع دقات قلبي كأنما قد جريت أميالا فتقطعت أنفاسي وبت أتنفس الهواء بصعوبة، قطرات العرق تنزل باردة تحاصر جسدي المنهك وتجبره على الأستسلام لتلك الحرارة التي تلتهب داخله، شعور بالإرهاق يجبرني أن أشد غطائي على جسدي وأعود إلى النوم.

ليلى احمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))