"حريق"







الأديب  / عادل الارياني  / يكتب 

 "حريق"

تناهت الى مسامعي صيحة أطلقها المحتشدون قرب الحريق وأمتدت ألسنة اللهب لتطال كل براميل البترول التي وضعها المضاربون بالوقود في السوق السوداء لتحولها الى حمراء تلتهم كل شيئا في طريقها حتى طالت النار النقود التي امتلأت بها جيوبهم ومع ذلك لم ترغمهم ضراوة النيران على التراجع..


كان الوهج المتماوج قد أضفى على قسمات وجوههم المشدودة مزيدا من الانفعال والغضب والهلع..

وظهرت اجساد عند بؤرة النيران اشبه بدمي قد محت النيران الفارق بينها وبين الحياة والموت..

ومع مضي الوقت. ازدادت ضراوة النيران التي اسكتت الاصوات وبدا وكأن الحشد يصغي لغطيط النيران..


توقفت حركة المرور في الشارع لساعتين ولم تصل سبارة المطافئ إلا وقد التهم الحريق كل ما كان على الرصيف من براميل وقود ومضاربين..

وعندا أخذت خراطيم مياه المطافئ ترشق المكان لاح قوس قزح.


عادل الارياني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))