لحظة منسية







الأديب  / محمد الصباغ  / يكتب 


 قصة قصيرة I لحظة منسية


بعد أن جمعهما الحب الصادق ؛ جمعتهما لحظة صدق ؛ رغم كثرة تلاقيهما دون فضفضة أو بوح أو إيصال رسالة الود والصدق للآخر ؛ ورغم أن أمر أحدهما يعني الآخر تماما ؛ ولكن كانا ينشغلان عن تبادل صدق رغبة كل منهما في أن يكون الآخر ؛ سعيداً صحيحا غير مهموما ؛ بأي شيء تافه من عوارض الحياة ؛ وفي لحظة الصدق القدرية التي لم يرتب لها أحد : تبادلا النبؤات قال الأول : "عما قليل سوف أكون طريح الفراش لا أستطيع الحركة ، هكذا قال ليّ طبيبي المعالج" .


رد عليه الآخر قائلا :  "عما قليل سوف تكون نزيل القبر " هكذا قال ليّ ذالك الطبيب أيضا منذ سنوات لو تذكر " .


- حذار أمامك علي بعد خطوات حافة البركان وأنت تمضي كالمسحور . 


- حذار من وهم السعادة فهو يؤدي إلي السأم . 


- حذار من الإحباط فهو الباب الواسع للجنون وحذار من الإفراط في الدموع فهي تطفئ شعلة الحياة . 


مضي كلاهما في ذلك الطريق وذلك المسار الذي حذر كلاهما الآخر منه ؛ فقد كانت لحظة الصدق القدرية التي تبادلا فيها التحذيرات  بشأن المسار وبشأن استمرار الحياة ؛ كانت هذه اللحظة قد أصبحت بالنسبة لكلاهما لحظة منسية . 


                                       محمد الصباغ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))