طفولة







الأديبة / أمل العناب / تكتب

 طفولة                                 أمل العناب/بغداد


    (إيمان )شقيقتي التي تصغرني، تهوى الحكايات التي أقصها عليها بلغتي ..هي رفيقة طفولتي وصاحبتي..

تتوسل أن أحكي لها حكاية كل مساء مقابل أن تقوم بواجبي المنزلي البسيط الذي فرضته أمي علينا في ترتيب غرفتنا أيام العطلة الصيفية.

هذا ما اقترحته شقيقتي الأصغر (إيمان )ذات التسعة أعوم والتي تصغرني بعامين...في تلك السن الصغيرة كنت قد قرأت في سلسلة قصص للفتيان شيئا عن ألف ليلة وليلة..وكيف أن شهرزاد تقص على الملك كل ليلة قصة وتحتال بذكائها فتربط نهايتها بمطلع قصة جديدة..وحقيقة ما كنت أدرك لماذا وماهية حكاياتها تلك..

   وافقت أنا على الشرط !!وابتدأت سلسلة الحكايات !! ابتدأتها بحكاية عن أخوين..وحين ألحت (إيمان )بالسؤال عن اسميهما..أجبتها..(بلبل وبلبلة )!!

وحقيقة كنت أعيد صياغة كل قصة قرأتها أو سمعتها وأرويها باعتبارها حكاية بلبل وبلبلة...

   استمرت الحكاية لأيام طويلة..أنا أروي وإيمان مستمتعة وسعيدة وتقوم بأي واجب أكلف به..ولا أدري من أين أجيء بالحكايات التي لا تنتهي..

وحبيبتي أمون تسألني كل ليلة ماذا سيكون أمرهما غدا؟؟ فأرد عليها :- لا !!..غدا ستعرفين !!

  أخذتهما إلى غابات سمعت عنها وما رأيتها..وسافرت بهما بحارا وعبرا أنهارا..مرت لحظات حزن أو مواقف محرجة فانهمرت دموعها..وينجوان فتفرح وتسر..

 كانت إيمان طفلة بريئة حنونة وقوية في ذات الوقت..دمعتها قريبة.. ساذجة ولكنها عنيدة وجبارة..فانساقت مشاعرها صعودا وهبوطا مع الخط الدرامي للحكايات المرتبطة بلا أي  ترابط منطقي ..كنت أحيانا أنسى ظروف رواية الأمس وأقص شيئا مغايرا فتنتفض هي لتذكرني بخطئي..فأتراجع أو أجد تبريرا وعذرا..وتصر أن أحكي لها ونحن في السرير تكملة الحكاية

   الآن !!

.أنا وهي كبرنا ولكننا كثيرا ما نتذكر تلك الحكايات  ونضحك من فرط تلك البراءة والعفوية..تصر إيمان دوما أن لها الفضل في تفجير قدراتي اللغوية والأدبية..ولكنها دوما تختتم الذكرى بتساؤل:-

بالله ياأمل..لماذا اخترت اسمي بلبل وبلبلة؟؟ وإذ أحتار في الإجابة، نضحك مجدداا.. نضحك كثيرا ، كأننا طفلتان .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))