(لحظة تمَرُد)






الأديبة  / نجوي حسيب/ تكتب

 (لحظة تمَرُد)


شعاع الشمس اخترق ذلك الثقب الموجود فى الستائر  البالية......

 بألوانها الغامقة المتهالكة، وضعت يديها على عينيها ،وانتفضت كعادتها اليومية، همت لتنزع ورقة النتيجة على الحائط، 

تسمرت أمام التاريخ تهاوت على الكرسي، ونظرت على السرير.......

 نائم هو كعادته تعلو أنفاسه وتهبط مازال على قيد الحياة......

 تمشي فى هدوء عبر الصالة كل شئ منظم هادئ حتى أثاث المنزل لم يتغير.....

تضع يديها على أرفف مطبخها دون أن تنظر وكأنها تعزف مقطوعة موسيقية

.....

 كل شئ فى مكانه...

تتناول قطعة من القماش تلمع بها زجاج الشباك ......

تظهر صورتها ببطئ نعم مرت الأربعين عاما على زواجهم .....

نعم مرت الأيام دون أن تشعر ،نعم رحل الأبناء لحياتهم نعم لم تعش حياتها.....

 غلبتها دموعها قائلة فى نفسها كنت أنير وقت ظلامهم والآن يطفئون أنوارهم متعمدين...أدارت مؤشر المذياع لامزيد من الأخبار السيئة..... تريد موسيقي...انتزعت قلادة عن رقبتها وضعتها على مائدة .... نعم فهى تشعر باختناق....

أعدت الإفطار اليومى المعتاد شطيرة الكريمة والقهوة...

وضعته على المائدة...لم تضع الجريدة كالعادة وكأنها تريد أن تخالف الروتين ولو بأبسط الأشياء....

جلس أمامها ....لم يسأل عن الجريدة أيقنت بأنه لم يعد يهتم...دائما تضع له الجزء المغطى بالكريمة وتأخذ الجزء الآخر اليوم فقط أعطته الجزء الآخر...أخذه دون تردد...نظرت إليه قائلة أريد زهورًا وحلوى اليوم...

 أومأ برأسه موافقًا...

دخلت إلى مطبخها تجهش بالبكاء تبعها قائلا مابك......

 حكت له ما يدور بخلدها....

ضحك كثيرا وقال لِمَ تغضبين من نفسك الجرائد أخبار معادة كل يوم وقد مللتها....

و كثيرًا ما أردت أن آخذ الجزء الآخر من الشطيرة ولكن كنت أظنك تحبينه فتركته من أجلك...

مسح دموعها...قبل شعرها الفضى وقال لها سأذهب لأحضر لك زهورًا وحلوى.....

أمسكت بيده قائلة: 

لا أريد شيئاً..أريدك أنت....

تناولته الجريدة...

أمسكت قلادتها ارتدتها...أدارت مؤشر المذياع تترقب الأخبار .....

ضحكت...وهدأت...وعادت...تصنع مزيد من الشطائر ..وهى تدندن لحد قديم عشقاه سوياً.....

بقلمى 

نجوى حسيب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))