كلمات







الشاعرة / امل مصطفى/ تكتب

 كلمات 

بقلم د.امل مصطفى 

احيانا نسمع كلمات معينة  ، تجعلنا نطير فرحا من سعادة تأثيرها على ارواحنا ، واحيانا اخرى نسمع بعض الكلمات التى يكون وقعها مؤلم  ..

قال النبى عليه الصلاة والسلام (ان من البيان لسحر) ، بمعنى ان فى الكلام لمفعول السحر فى همتك وطاقتك واملك وعزمك واصرارك فى مشاعرك واحساسك ، وفى الكلام ايضا مفعول مؤذى وسيء فى نفسك ، يسبب الجرح والكسر والإحباط ، واحيانا كثيرة تجعلك بعض الكلمات تزهد فى الحياة وتكاد دقات القلب ان تتوقف وتنزف النفس الما آثر سماعها ، وخاصة الكلمات الجارحة أو التي تقلل من الشأن وتنتقد ما بنا من عيوب نرى حينها كل أمراض الدنيا تظهر  ، بل يكاد الفرد يدخل فى حالة اعياء لا سبب لها ..

إن الانسان مخلوق ضعيف، ولا يتحمل كلاما سلبيا ، وكثير من جوانب حياة الانسان قائمة على الكلام، وهو يعمل ويعيش في هذه الحياة ، من اجل سماع كلمة ايجابية ومحفزة له، فالإنسان الناضج لا يختلف ابداً عن الطفل الذي يريد كلمة طيبة ممن حوله ليستمر في عطائه..

والأنسان هو الكائن الوحيد الذي تؤثر فيه الكلمات، فكلمة تسعده واخرى تشقيه ، فالكلمات الحلوة المشجعة تعطيه نشاطا زائدا ،و لها تأثير السحر ليس على المستوى النفسي والمعنوي فقط, إنما على المستوى الصحي والجسمي.. 

فهى تؤثر على الروح المعنوية للانسان ، فتجعله منشرح الصدر فرحا سمحا مبتهجا ، قادرا على مصالحة نفسه ، ومصالحة الآخرين ، بل ومصالحة اعدائه.، وهى مفتاح القلوب ، تطفىء نيران العداوة ، والبغضاء ، وتريح النفوس ، وتؤلف بينها ، فكم من كلمة احيت قلوب واعادت اليها نبضها ، وازهرت بها مشاعر كادت ان تموت، وكم من كلمة كانت محفزة لإبداع ونجاح وتفوق ،  بالكلمة الطيبة احيانا تملك عقول الناس ومشاعرهم وتؤثر عليهم بالايجاب  والمحبة والود ، فهى يحتاجها الطفل ، والأب ، والأم ، ويحتاجها ايضا الموظف ، والمدير المسؤول ، والمعلم ، والمتعلم ، والغني ، والفقير ، والناس متعطشون للكلمة الطيبة فى اى منصب ومكانة كانوا ، لان الكلام الطيب الجميل يصل إلى القلب بدون وساطة ولا استئذان .. 

فخاطب الناس كما تحب أن يخاطبوك ..! فإن خاطبتهم بطيبة ، وإيجابية ، وود ، فإن خطابهم لك سيكون بإرتياح ، وبنفس الكلمة الطيبة والإيجابية والود ، وسيختارون اطيب الكلمات ، وارق العبارات فى الرد على ما كلمتهم به ، وبما اظهرته لهم من مشاعر طيبة إيجابية ، مما يزيد من أواصر الود والمحبة بين الجميع .. لان تلك الكلمة العطرة الطيبة ، هى إنتصار على الشيطان وتحقق لصاحبها المغفرة ورضى الرحمن وتعمل على إجتماع الأمة وتآلف القلوب وتقضى على مظاهر الفساد فى المجتمع كالغيبة والنميمة والفاحش والسيء من القول ، يقول الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء )

نحن نشاهد ما يجري اليوم في العالم من خصومات وعداوات، إن كان على الصعيد الداخلي للشعوب، وحتى على صعيد الأُسر، والأقارب، وبين الأفراد فيما بينهم ، أو على صعيد العلاقات بين الدول ، وبين الشعوب فيما بينها، ليس إلا محصلة لشح ربيع الكلمة الطيبة ، التي لو نطقت وسمعت وترددت بيننا ، لما بلغت الضراوة والقسوة، في التعامل بين الناس والشعوب، ما بلغته !!  إن الفرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة واضح جلي لكل ذي فطرة سليمة، فهو كالفرق بين الحق والباطل، والفضيلة والرذيلة.. فالكلمة الطيبة تبني وتعمّر، والخبيثة تهدم وتخرّب، الأولى تطبع الحياة بالبياض النقي، والثانية تطبعها بالسواد القاتم..

  فيجب ان نعرف وندرك ما معنى الكلمة ، فمفتاح الجنة فى كلمة، ودخول النار على كلمة ، وقضاء الله هو الكلمة.. إن الطريق إلى السعادة ماهو الا كلمه ، فاذا أردنا أن نكون سعداء، فالأجدر بنا أن يكون الكلام فيما بيننا  جميلا خاليا من كشف مناطق القبح أو الضعف في الآخرين ، وألاّ نقف على سلبياتهم، وان نستظل بمناطق الجمال فيهم. و(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) صدق رسول الله ، طبتم وطابت كلماتكم ..

وكما قال المبدع جلال الشرقاوى فى مسرحية الحسين ثائرا وشهيدا: 

أتعرف ما معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة في كلمة

دخول النار على كلمه

وقضاء الله هو كلمه

الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور

الكلمة نور ..

وبعض الكلمات قبور

وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان بين نبي وبغي

بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور

ودليل تتبعه الأمة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))