نعم قتلتني💥









الأديبة/ عفاف علي/ تكتب

 نعم قتلتني💥


تعرفتُ عليها من خلال المواقع الإجتماعية، كانت امرأة مختلفة، بل ليست امرأة عادية، تنشر الزهور وألوان الورود وصور الأطفال.

تغازل النجوم بقصائدها، أنثى حالمة، تدب في كل تفاصيلها الحياة، تعشقها من أول كلمة، على إحدى قصائدها غازلتها ببيت من الشعر، أنا احفظه.

فهو بداية عشقي لها، قصيدتها تتكلم عن رقة الورد، وزينتها والحدائق وبهجتها والفرحة والسعادة والأمل.

بريئة كطفلة ندية لم تشوهها يد العالم الأزرق، همس لها حرفي وقلمي وكل مشاعري، فكتبت لها:

هل تشاهدين الورد في حديقتي؟

يداعب خصلاتك الذهبية

فتشفق عليه زهرة حبنا            

وتطلب اللقاء به بروية .

شعرت بخجلها وجرأتها في الرد عليّ، فأرسلت لها طلب صداقة، لم تقبله إلا بعد شهر من الإرسال.

مر الشهر بين أمل ورجاء، أن يفك الله أسري من بين كلماتها العذبة.

تسمي نفسها ( أزهار الحرية ) فأي حرية تبحثين عنها، وأنتِ كل الحرية، كنتُ أعقب على كل قصيدة كأنني أعرفها أو تكتب لي أنا.

أتذكر جيدًا اليوم الذي قبلت فيه صداقتي، كنت مريضًا وتغيبت لأسبوع عن متابعة قصائدها، عدت بعد شفائي؛ لأجدها قد قبلت الصداقة، وأرسلت لى رسالة مضمونها ( عساكَ بخير ).

كنت كالمجنون، أبحث عنها فلم أجد لها قصيدة واحدة، اختفت كأنها سراب، بحثت عنها كطفل أضاع أمه في الطريق، ياحسرتي هي مهتمة بكل تفاصيلي، وظننت أنها لا تبالي.

فعم الحزن حياتي وقصائدي وقصصي حتى ملابسي، وبدأت ألقب بالعاشق الحزين بين أصدقائي.

كنت ذلك الحزين البائس الذي سار في طريق العاشقين، لم يتعلم من تجارب الآخرين.

وفي إحدى التجمعات الأدبية، جاء صديق مقرب لي، أعرفه منذ سنين، يدعوني على حفلة زفاف أخته التي أعرفها. فأعتذرت له متحججًا بحالتي السيئة، وأنني سأكون كئيبًا وعبئًا عليهم، وتمنيت للعروسين السعادة والهناء، وأن يبلغها تحياتي وسلامي.

فقال لي: ولكن أختي كانت متابعة جيدة لك، وأنتَ كنت تثني على قصائدها البريئة، وتعجبك دائمًا، حتى أظن أنك أرسلت لها طلب صداقة، وهى تظن أنك تقدرها وستأتي كشاعر له مكانة بين جمهوره، وتحضر زفافها وربما تكون شاهدًا على عقد القران.

لقد خسرت إحدى معجباتك يا شاعر، عمومًا يا صديقي، أنتَ أديب معروف ولك الحق في اختيار مكان تواجدك، قبل أن يرحل أو ينطق بالسلام.

قلت له: ما اسم صفحتها حتى أرسل لها تهنئة مني؟.

فأنتَ تعلم المعجبات كثيرات، وبدأت فى القهقهة التي انتهت بخبر كالصاعقة.

قال: ( أزهار الحرية ) ، لا لا لا، لا بالله عليك لا تقولها، لا تقتلني مرتين، كنت أبحث عن قلبي وروحي، وهي بجواري تسكن أمامي، كيف لعيوني أن تفعل بي هذا؟.

كيف لم تجدها وهي تلتقى بها كل يوم؟.

صمت كثيرًا، لم أفق من واقعي الحزين إلا على صوت أخيها الصديق العزيز، يلح عليّ في قبول دعوتها، ويخبرني بزمان ومكان العرس...


عفاف علي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))