بين أحضان الموت:





الكاتبة / أناستاسيا امال  / تكتب 


 بين أحضان الموت:

في بحث حثيث منه عن حياة في تربة الموت، سعى بشجاعته وبسالته لبذر بداية جديدة بنهاية خطها دمه وشبابه على أرضه الصارخة من وطأة أقدام تبرأت منها الإنسانية......

وأجبرته الأيام السود بالتحول إلى نار تحرق كل من يتلاعب بأمن عرينه وأشباله، أو أشبال غيره من الأسود.....

انتماؤه رمى على عاتقه مسؤولية صونه والدفاع عنه بأعز ما يملك "روحه"، والتحق بمن يشاكله في الوطنية، ومعهم قدم بطولات ستتنافس صفحات التاريخ على ضمها في رحمها، وخيوط الأخطبوط تحاول الحد من استمرارية الكفاح، وعمر لا تكسر إرادته ولم توهن عزيمته، والاشتياق لفلذات كبده ولأمه في ازدياد، إلى أن ألقي القبض عليه، وخمدت نار حريته بأصفاد قتلت" لا" في نفسه شيئا فشيئا، لكنه لم يرضخ لهم إطلاقا، وظل معتكفا في محراب صمته رغم التنكيل بإنسانيته لأيام، وتضرعه للخالق يتوهج في دجى الأسر الموحش، إلى أن نقل إلى المعتقل الذي سيشهد على .........

فشرع يردد في أناشيده الوطنية التي حافظ على صداقتها الحميمية مع لسانه، وهيّج حفيظة باقي المعتقلين، لتتعالى أصواتهم:" وطني وطني غال الثمن، روحي مالي نفسي بدني، لتعش حرا طول الزمن، وأنا الحامي لك في المحن"، فشهر الجنود في وجوههم السلاح، لكنهم واصلوا في إلقاء النشيد بشهقة روح تعشق وطنها، فأطلقوا عليهم النار حتى أجبروا ألسنتهم على الصمت الأبدي، وانطلقت أرواحهم سعيدة بتحررها من قيود أشباه البشر، سعيدة بالتحاقها بباقي الشهداء الذين بلغ عددهم خمسة ملايين منذ زهاء القرن والنصف ، لتتحول الأرض بدمائهم إلى طاهرة مباركة، تشهد على عنفوانهم وعفتهم وكرمهم اللامتناهي في إهداء الحياة الرغيدة والسعيدة والكريمة للأجيال اللاحقة بعدما دفعوا ثمن ذلك: أرواحهم الغالية، والتي سنبقى رهن تضحياتها المقدسة أبد الدهر، وبهامة مرفوعة نردد نحن أشبال الأسود وعلى العهد سنبقى نذود عن وطننا وكل أوطان العروبة بالنفس والنفيس.......

تحياتي لكل الثوار العظماء أبطال الجزائر

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، وحريتنا هي وسام شرف منهم لنا نضعه في قلوبنا وبه يستمر نبضها

أناستاسيا آمال( آمال المشرقة)#

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))