المكافأة المُستحَقَّة






الأديب  / أسامة عطوان  / يكتب 

 المكافأة المُستحَقَّة

(قصة قصيرة)

.....

على منصة متواضعة جلس وسطهم بعد أن تحول مكان العمل إلى قاعة احتفالات تملؤها البالونات الملونة والشرائط اللامعة، .. معظم الحضور تكسو وجوههم الابتسامة الصادقة، لقد قرروا أن يحتفلوا بهذا الزميل الذى كان لهم دائما أخا وقدوة طيبة، .. لن ينتظروا كالعادة حتى يكون الاحتفال بمناسبة انتهاء خدمته أو اختطاف الموت له، فلابد أن يعبروا له مبكرا عن تقديرهم لشخصه، وامتنانهم لعطائه، .. لم يكن يمثل لهم أبدا بعضا من المشكلة، ولكنه كان لهم دوما قدرا لابأس به من الحل فقد كانت له دائما مواقفه الرائعة في محيط العمل وخارجه، .. لم يخجل يوما أن يقدم المثل والقدوة في القيام بأبسط الأعمال وأقلها شأنا، بل لعل السبب المباشر في المبادرة بتنظيم هذا الاحتفال و تحديد موعده ذلك المشهد المتفرد الذى تكرر مؤخرا حين وجدوه يشمّر عن ساعديه ويمسك بالمقشة لتنظيف المكان ليساعد العامل الوحيد المعاق الذى لم يعد يقوى على ذلك.

.. حين بدأ الاحتفال توالت الكلمات المؤثرة والمعبرة من الجميع، والتهبت الأكف بالتصفيق المتكرر، وعندما حانت لحظة التكريم تقدم أقدم العاملين نيابة عن الزملاء فقدم إليه شهادة التقدير والهدية المغلّفة كبيرة الحجم التى ساهم الجميع في شرائها، .. وبينما كانت عيناه تتلألأ فيهما دموع السعادة والرضا والعرفان بالجميل بعد أن تأكد له أنّ عمله لم يذهب سدى، وأنه قد نال أخيرا المكافأة المستحقَّة، كانت أصابعه المرتعشة فرحا تفضّ أغلفة السوليفان عن الهدية الثمينة لتُلتقَط لها الصور التذكارية

.. يالها حقا من ( مقشّة رائعة)

....

أسامة عطوان

٣٠/٩/٢٠٢٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))