ضلع لا يباع

       

 

الشاعرة  / صبيحة حفيظ  / تكتب  

 ضلع لا يباع

لقد كانوا هنا...

يتزاحمون ...

يتسابقون...

من ينثر وروده...

من يعلق بالوناته...

على جدران زمانها...

من يسكب  نبيذ حروفه  ...

على عتبات قصيدها....

من يقطف  ثمرة قلبها ...

ويحلق بها على أجنحة الأحلام...

أين هم الآن؟

لقد رحلوا... 

عندما رفضت بيع...

فتات لحمها  للنوارس...

قناديلها للسديم  الماكر...

براويز نهارها...

لبائع الخردوات...

خصلات شعرها...

لحلاق المعاني...

عندما رفضت حتى بيع...

دقات قلب أيامها...

لقد رفضت الكثير ...

فرحل الكثير...

عندها نادت السماء....

ٱرتمت بين أحضانها...

دست رأسها بين ذراعيها....

وبكت...

 بكت بحرقة تارة...

وقهقهت أخرى ...

حتى سالت آلامها وأوجاعها...

على صدر فجرها...

فسقت جفاف سنابل السنين...

صرخت ...

علقت حبات الحروف...

بحلق القصيد...

تسمرت ...

حتى تصبب العرق من كامل جسدها....

فسالت معه نقاط الاستفهام ...

عندها فقط...

تقاطر دم الحروف...

وخرج من رحم الضاد...

لتنطق الحبات...

لتغني...

لتصرخ...

لترقص على قمم الجبال...

و تقول...

أنا شذا حبات رمل الفيافي...

أغنيات في بلاد الضباب....

أنا ضلوع  علم يرفرف على كل القمم....

فهل رأيتم يوما ضلعا يباع ويشترى ....

لقد كانوا هنا ...

فأين هم الآن....

صبيحة حفيظ

ل