:إن رصيدك غير كافٍ:

الأستاذة/أناستاسيا آمال
تكتبــــ 
:إن رصيدك غير كافٍ:

أنا رضا أعدّ من عامة الناس، أسعى بفقري لطلب غنى نفسي، لا أحب الجوسسىة على الغيب ولا تستهويني، أحيانا أشرد بماهيتي في رحلة بحثي عن بصيص أمل ينير لي ثقتي بمن حولي من جديد.....
وثقتُ في أصدقائي كثيرا لدرجة اعتبارهم مواطن أسراري، فاحتلوني من خلال هذه المكانة التي أهديتهم لها، وجعلوا مني مسيّرا من قبلهم، أخدم أهواءهم وأستر عيوبهم وأنا تحت تهديدهم وابتزازهم لطيبتي وسذاجتي، ثم بعدما استنفذوا كل طاقتي وقدراتي وضعوني على الهامش بقولهم:" إن رصيدك غير كاف لملازمة صداقتنا"، ففارقتهم محطّما وشرعت أبحث عمن يعيد لي ماء وجهي الذي تبخر مني، قصدت من كانوا يحسنون للجانب الإنساني في، لكنهم نظروا إلي باستصغار وقذفوني بنفس عبارة أصدقائي، أردت طلب عمل شريف بجمع ترسبات مواهبي وقدراتي في شهادة تكويني ، واستظهارها لمن سيوظفونني، لكنهم رفضوا حتى استقبالي لأرمي فكرة الشغل في سلة النسيان، ورجعت إلى حضن عائلتي محاولا لملمة تصدعات تماسكي، وبمرور الوقت اختاروا لي فتاة علها تشحن همتي لأتحمل المسؤولية، لكن عائلتها بعد استقراء وضعي المادي والمعنوي رفضتني بحجة:" إن رصيدك غير كاف لإنشاء عائلة"، لم أتحمل حزمة الضغوطات التي تعرضت لها، فركضت بسرعة معلنا عن هروبي من كل شيء، وأنا أردد بانهيار:" إن رصيدي غير كاف لإنشاء أي شيء، أو الظفر بأي شيء، وحتى للتمتع بحياة عادية لا مثالية"، وهممت بضيافة عدمي بالإجبار حتى قالت لي من بعيد:" لست موافقة على قرار عائلتي وقد أجبرتهم على قبول عرضك أخيرا، وعليه إن رصيدك كاف تماما لإنشاء أسرة وتكوين عائلة تنعم بالسعادة وراحة البال، أما الغنى فالله عزوجل يتكفل لنا بالرزق ولا حاجة لنا به" فأعرضت عن قراري وابتسمت معها وكل من رافقها مرحبا ببداية جديدة....
أناستاسيا آمال#

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))