شَجَرَةُ الْإِغْوَاءِ

الشاعر/عبد المجيــد زين العابدين
يكتب
& آدَمِيَّــــــــــــــاتٌ &
إِلَى أُسْرَةِ مَجَلَّةِ رابطة الكتاب العرب على الفيسبوك :السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.
شَجَرَةُ الْإِغْوَاءِ
كَمْ فَكَّرَ الشَّيْطَانُ فِي إِسَاءَةٍ **لِآدَمٍ وَزَوْجِـــــــهِ حَـــــــوَّاءْ
يُرِيدُ أَنْ يَظْلِمَهُ بِحِكْمَــــــةٍ **تَحْرِمُــــهُ مِـــنْ جَنَّــةٍ فَيْحَاءْ
لَيْسَ مِنَ السَّهْلِ بِأَنْ يُقْنِعَهُ **بِحِيلَـــــــــةٍ مِنْ دُونِ مَـا دَهَاءْ
بَلْ وَاجِبٌ عَلَيْهِ جَلْبُــــــهُ **بِفِكْــــــــرَةٍ فِي قِمَّــــــةِ الذَّكَاءْ
مُزَيِّنًا لِآدَمٍ وَزَوْجِــــــــهِ **حَــــوَّاءَ بِالْقَــــــــــوْلِ بِمَا يَشَاءْ
مِنْ حِيَلٍ ذَكِيَّةٍ كَيْ يَعْصِيَا **خَاِلَقَنَــــــــــــا فِيمَا دَعَا وَجَاءْ
**********************
اِنْدَسَّ فِيهِمَا وَلَاحَ نَاصِحًا**مٌلَازِمـًـــــــــا وَيُظْهِــــرُ الرِّيَاءْ
كَأَنَّــــــــــهُ أَبُوهُمَا كَأَنَّـهُ** أَخُوهُمَا مِــــنْ شِدَّةِ الْـــــــوَلَاءْ
يُرِيهِمَا بِأَنَّ مَا نَهَاهُمَــــا **رَبُّهُمَا عَنْ أَكْلِهَا فِيهَا شِفَــــــــاءْ
شَجَرَةُ التُّفَّاحِ قِيلَ إِنَّهَــا **مَنْظَرُهَـــــــا فِي غَايَةٍ مِنَ الْبَهَاءْ
ثِمَارُهَا قَدِ اِسْتَدَارَتْ كُلُّهَا** فِي صُفْرَةٍ وَحُمْرَةٍ وَفِي جَــلَاءْ
لَا بُدَّ أَنْ تُغْوِيكَ إِنْ رَأَيْتَهَا**اِشْتَهَيْتَهَا مِنْ دُونِ مَا اِدِّعَــــــاءْ
*********************
فَكَيْفَ إِنْ زَيَّنَهَا فِي عَيْنِهِ **وَعَيْنِهَا مُوَسْوِسًا رَجَــــــــــــاءْ
أَنْ يَأْكُلَا مِنْهَا لِيُصْبِحَا مِنَ**الْمُلُوكِ لَيْـــسَ مِثْلَــهُمْ عَـلَاءْ1
وَيَخْلُدَا فِي جَنَّةٍ خَيْرَاتُهَـا **وَافِرَةٌ لَيْــــــــــــسَ لَهَا اِنْتِهَاءْ
كَيْفَ تَرَى آدَمَ أَوْ حَوَّاءَهُ ؟**مِنْ وَسْوَسَاتِهِ ؟لَدَى اِبْتِــلَاءْ؟
زَادَ عَلَيْهِ قَوْلُ حَوَّاءَ وَمَــا **يَكُونُ إِنْ أَكَلْتَهَا اِشْتِهَــــــاءْ ؟
وَهْيَ ثِمَــــــارُ رَبِّنَا وَرَبُّنَا **يَحْفَظُنَا مِنْ كُلِّ مَــــــا بَلَاءْ؟
*********************
وَسَوَّلَتْ نَفْسُهُمَا بِأَكْلِهَا**تُفَّاحَــــــــــةً وَافِـــــــــرَةَ الرَّوَاءْ
تَنَاوَلَاهَا قَبْضَةً وَاحِدَةً **كَـــــأَنَّهَا سَتَخْتَفِــــي اِخْتِفَـــــــاءْ؟
وَاِلْتَهَمَا بِدَايَةً مَا قَضَمَــــــا **وَفَـــــرَّ إِبْلِيــسٌ إِلَى الْوَرَاءْ
كَأَنَّهُ يُبْدِي لَنَـــــــا بَـــرَاءَةً **مِنْ عَيْبِـــهِ وَكُلِّ مَـاعِـــدَاءْ؟
عِنْدَئِذٍ نُورُهُمَا يُزَاحُ مِـــــنْـ ** هُمَا فَيُصْبِحَانِ فِي الْعَـرَاءْ
فَاِسْتَحْيَيَا لِيَخْصِفَا مِنْ وَرَقٍ ** يَسْتَعْمِلَانِهِ عَلَيْهِمَــا كِسَاءْ2
عبد المجيــد زين العابدين
تونس في غرة نوفمبر2019
الموافق لغرة ربيع الأول 1440هجريا .
1إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا ،وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ "صَدَقَ اللَهُ الْعَظِيمُ - الْآيَةُ الْعِشْرُونَ (20)
2 إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ :"فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ "صَدَقَ اللَهُ الْعَظِيمُ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))