((( قالت سمر ))) الشاعر ملك الغزال

قالت سمر : حبي لمحمود كان كبيرا حتى كاد قلبي
لا يقوى على حَمله ... عشقته حد الجنون ما كنت اعرف أن الحب مرض لا شفاء له ... جمعنا القدر صدفة وكانت هذه الصدفة بداية حياتي ونهايتها في آن واحد.. مرت سنوات وكأنها أيام بل كأنها بضع لحظات في حبه ... يكاد لا يفارقني ابدا إلا بعض سويعات النوم ... يعرف أدّق تفاصيل حياتي ... يهتم بكل صغيرة وكبيرة حتى تعودت على وجوده وأحيانا التعود يكون أصعب من الحب ... كان يحتويني بحنانه وحبه إن غاب عني ساعة تسوّد الدنيا في عينايّ وتختنق أنفاسي فعلا لقد كان أنفاسي كان الهواء الذي تستنشقه رئتايّ والنور الذي يُبصره نظري والحب... كان كل حياتي ودنيتي... عزلت نفسي عن كل الناس من أجله... روضت العقل على حبه ... كنت أحاول إرضاءه بشتى الطرق وأتنازل كثيرا عن حريتي ومبادئي حتى خلت نفسي ظله يتبعه حيث ما يشاء ولا أرفض له طلبا بتاتا... لم يكن يعكر حياتنا الا غيرته الشديدة وغضبه السريع... يغضب لأتفه الأشياء ويوسوس له شيطانه فيهجرني لايام ... كانت تمر عليّ هذه الأيام أسود من السواد لا تجف فيها دموعي ولا تغمض فيها عيوني وانا أبرر له في موقفي واشرح له وجهة نظري، احيانا اختلاف المجتمعات يجعل الحياة مستحيلة لولا الحب والتضحية ... كنت اكثر ما اكره في حياتي " شيطان محمود " وهو يبادلني نفس الكره فما ان يجد فرصة حتى يوقع بيننا كان شيطانه ناشطا اكثر من اللزوم فهو لا يفارقه بتاتا ورغم ذلك هزمته في العديد المرات بتضحيتي وصبري ... ويعود إليّ محمود بعد كل خصام اكثر حبا وشوقا وحنانا وفي بعض الأحيان يعتذر على خطئه وأحيانا أخرى يصر على انني المذنبة في حقه رغم انه يعرف في قرارة نفسه انني لم أذنب في حقه ولكن ماذا نفعل نحن النساء لابد للرجل ان يظهر رجولته حتى وان كان مدركا انه هو المذنب في حق المرأة... وتكرر خصامنا وبدأ محمود يفرض عليّ شروطا ويسلب بعض حقوقي فيه ك: سؤاله عن غيابه طويلوإهماله لي وعتابه ولومه والغيرة ... كل هذا في اعتقاده شك وعدم ثقة فأنا أشك في إخلاصه ووفائه... وبدأت أفقد تقريبا كل حقوقي فيه ...بدأ يَسلُبها مني رويدا رويدا وغصبا عني وكنت أتقبل ذلك على مغض حتى أفقده للأبد... وبمرور السنوات وجدت محمود يبتعد عني شيء فشيء لم يعد يهتم لشأني ولا يلازمني طول الوقت كما كان، بل كدت لا أحس بوجوده معي فهو طول الوقت بعيدا بتعلة مشاغل ومشاكل وظروف عمل قاسية .... بدأ هذا الحب يتسرب من بين يديه دون أن يشعر ... لم أجد محمود حبيبي وجدت رجلا يشبهه شكلا اما قلبا فلا ... عصبيا زيادة عن اللزوم، بارد المشاعر، لا يعرف عن حياتي شيء، يتجاهلني في بعض الأوقات، كلامه مختصر، يرفض النقاش ويتهرب من مُساءلته... يُحلل لنفسه ما يُحرّمه عليَّ ضاع حبه وحنانه ... بهتت احاسيسه مثل ما بهت كل شيء فيه، حاولت استرجاع ما ضاع منه دون فائدة...لمته وعاتبته أصر على أنها شكوكا وأوهاما في عقلي وأني أتهمه بالخيانة وانه لم يتغير فهو لازال مثل قبل حسب قوله ولكن لا يعرف أن المرأة لا يخونها إحساسها أبدا وإحساسي به لم يعد حبيبي الذي كان بل اصبح شخصا آخر بالكاد يشبهه... العذاب والوجع والإحباط يكادوا يقضوا عل حياتي، تائهة، شاردة، ضائعة ابحث عن سبب تغيره، حبه ماكث بقلبي لم يتزحزح من مكانه بل حبي له أكثر من حبي لنفسي وللحياة نفسها، لا معنى لوجودي دونه، عاهدت الله وعاهدته على الحب والاخلاص والوفاء وانا لازلت على عهدي، لو كان يريد الرحيل فليعلمني النسيان كما علمني الحب ثمّ يرحل، أنا لا أقوى على فراقه هو وطني وحبي ... أمنيتي في الحياة أن أموت بين أحضانه وأغمض عينايّ على وجهه، فالإنسان لا يعيش الحب الحقيقي مرتين هو مرة واحدة كالحياة والموت نعيش في هذه الدنيا حياة واحدة ونموت مرة واحدة ومحمود هو حياتي وموتي .
ملك الغزال تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))