*محاكمة قصيده*(الحلقه الاولى)
محمد الفراتي يكتب/.........
قصة قصيرة
*محاكمة قصيدة*
(الحلقة الاولى)
قادوكِ إلى التحقيق بتهمةالهِجاء
حققوا معكِ بالتدقيق
و ما توصلوا إلى جواب ولا ولاَء
صوبوا نحوك البندقية
نصبوا لكِ محاكم إستثنائيةبالطريق العمومية
جروكِ إلى قاعة المسؤلية
مقيدة من قوافيك
مكبلة بأدوات الجرِِّ وبكِ حزن مُر
وبرودة بالعجُز وضِيقَة بالصدر
.......
بالمحكمة قرأوا عليكِ الإتهام
فصحتِ............ أنا بريئة !!!!
وحق خير الأنام
ورافع الدفاع بجرئة وحذر
وشهد عليك زورا...المبتدأ و الخبر
والفاعل والمفعول به أصحاب الشر
وكتم شهادةالحق النعت والمنعوت
وكل أدوات الكسر
....وصدر الحكم عليكِ يا قصيدتي الشعرية.
....حكمت المحكمةالأدبيةحضوريا بسحن القصيدة المسماة
"سطور"
مدى الحياة مع النفاذ العاجل و الأشغال الشاقة "
.......رفعت الجلسة
وخيم سكوت رهيب على قاعة المحكمة
وذهلت كل دواوين الشعر
وكل قصائد نزار
وإنقطع نفس المعلقات السبع
وأغمي على قصائد ابن زيدون
وأنكر عنترة عبلاه وقيس ليلاه
وخرس المتنبي .....
........
قادوكِ إلى السجن مسلسلة
بدون قوافي وبدون عجز
وماتركو لك إلا الصدر
فهو عصي عليهم أبيّ ّلا يقهر
رموك بزنزانة انفرادية وما تُهمتكِ إلا الهجاء
.... أما قلت لكِ لا تحترفي الشِعر
أما قلتِ لك كفاك هجاء للأمراء
وأكثري من المديح و الثناء
ألا تعرفين أن المديح
يجلب المال والثراء وكثير العطاء
أم أنت تجاهلت وحسبت كلامي هراء
أما قالو ا لك بأن تجعلي قوافيك
كثيرة الإطراء
لم عالجتِ قضية الوجود و البقاء
ألا مدحتِ السفهاء
لم لا تنافقينَ يا قصيدة كبقية خلق السماء
لم لا تداهنين من يُكثرون العطاء
لكن لا باس ففي السجن
ستكتبين في شعر الرثاء والهجر و الهجاء
لكن لن يقرأه أحد
ستقرإينه على الفئران
والحرذان
وربما على السجان لو كان لا يزال إنسان
و رفاق سجنك خنافس الزنزان
عندها سوف لا تخافين لوما
ولا غدرا محاكمات و لا بلاء
....فهؤلاء ليسوا بالحمقى ولا بالأغبياء
******
كتبه الدكتور محمد الفراتي
صفاقس /تونس
جميع الحقوق محفوظة
تعليقات
إرسال تعليق