((((( إمارةُ شعرِ هذه الأيام. ))))




الشاعر / فؤاد زاديكي  /يكتب
*****
إمارةُ شعرِ هذه الأيام

شعر/ فؤاد زاديكى

أَ بمِهْرَجانِ الشِّعرِ رَفْعُ مشاعِرِ ... لِيُوَظَّفَ التّتويجُ وفقَ شَعَائرِ؟
وبمنطقِ التأثيرِ حيثُ جنودُهُ  ... حضرتْ تُعَظِّمُ في "روائعِ" شاعِرِ
أسَفي على زمنٍ تلوّثَ فكرُهُ ... مُتَسَوِّلًا  يختالُ بينَ حظائِرِ
شَهِدَتْ معارِكُ لم تَزَلْ أصداؤها ... رِممًا تُعبِّرُ عنْ جُيوبِ تآمُرِ
فتخاذَلتْ هِمَمٌ لِتُخْضِعَ حُكمَها ... لذوي النفوذِ على توهُّمِ شاطِرِ
ولِذا فإنّها أخطأتْ بجحُودِها ... تَرِدُ المناصِبَ حيثُ رغبةُ تاجِرِ
فبمالِهِ جعلَ الكلامَ مُنَمّقًا ... ونفوذِهِ القَذِرِ البغيضِ بنافِرِ
رَصفوا الطريقَ لهمْ لأجلِ منافِعٍ ... وَلِتُظِهرَ "الملكَ الجليلَ"  كساحِرِ.
فلقد عَرَفنا الشِّعرَ يومَ إمارةٍ  ... بلغَ المقامَ على رفيعِ منابِرِ
جمعَ الكِبارُ جهودَهم بمهارةٍ ... شعراءُ عصرِ فحولةٍ ومآثِرِ
جعلوا الإمارةَ في بلوغِ نضوجِها ... وبِلَا تدخُّلِ سُلطةٍ لِمَظاهِرِ
وبها تنشّقتِ الحياةُ عبيرَ ما ... لُغَةُ البيانِ أتتْ ووحيُ تَخاطُرِ
بُويِعْتَ (شوقي) بالإمارةِ شاعرًا ... وبمنطقِ الشعراءِ دونَ تَكابُرِ
وبمثلِ ذلكَ بالإمارةِ (أخطَلٌ)  ... من بعدِ (شوقي) حين جاءَ, يُغادِرِ.
ونرى إمارتَهُ الجديدةَ أفلستْ ... لِتَحَيُّزٍ وتذبذبٍ وتصاغُرِ
رَهَنُوا الإمارةَ للمصالحِ, عَظّموا ... نُظُمًا طَغَتْ وعلى سبيلِ تَقَامُرِ.

______________
1- جنوده:  إشارة إلى أزلام الأنظمة- جنودُهُ
2- مُتَسَوِّلًا: إشارة إلى تلبية أوامر السلطة
3- "الملكَ الجليلَ": صاحب فكرة أمير الشعر لخدمة سلطته وتبرير وجودها 
4- إمارةٍ: في عام 1927 أقيم حفل كبير بدار الأوبرا المصرية تمت فيه مبايعة احمد شوقي أميرا للشعراء العرب وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر
5- (أخطَلٌ): في الرابع من يونيو عام 1961 في قاعة المهرجان الكبرى في قصر اليونسكو ببيروت تحت رعاية الرئيس اللبناني يومذاك اللواء فؤاد شهاب وحضور جمع غفير مميز من رجال الفكر والسياسة والأدب في لبنان والبلاد العربية بويع الأخطل الصغير اميرا للشعراء.
أما هؤلاء الشعراء فهم: صالح جودت باسم الجامعة العربية، عمر أبو ريشة باسم الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا) محمد مهدي الجواهري باسم العراق وأمين نخلة باسم لبنان، اتفقوا على مبايعة الشاعر الأخطل الصغير بإمارة الشعر، بعد ثلاثين عاما من شغور هذا المنصب المعنوي الكبير بوفاة أمير الشعراء احمد شوقي سنة 1932

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(((( أبت الحقارةُ أن تفارِقَ أهلها. ))))

يا من تراقبني بصمت

((((( قلت لأحلامي تعالي فتعالت. ))))