((( فؤاد زاديكى )))

شعر لبشار ابن برد و ردي عليه

فؤاد زاديكى

قال الشاعر

بشار بن بُرد:

إِنَّ النِساءَ مُضيئاتٌ ظَواهِرُها *** لَكِنْ بَواطِنُها ظُلمٌ وَإِظلامُ
كَالدَّهرِ في صَرفِهِ سِقمٌ وَعافِيَةٌ *** وَكَالزَّمانِ لَهُ بُؤسٌ وَإِنعامُ

فقمتُ بالرّد عليه مُجيبًا:

إنّ النِّساءَ مَناراتٌ لحَيْرتِنا ... فيهنّ سحرٌ وإنعاشٌ وأحلامُ
ليسَ النِّساءُ فقطْ كالدّهرِ في صَرَفٍ ... إنّ الرِّجالَ لهم سَبقٌ وإقدامُ
هذا اتّهامٌ ذكوريٌّ بخيبتِهِ ... قد جاءهُ الجهلُ إذ أزلامُهُ لامُوا
إنّ النِّساءَ مُضيئاتٌ جواهرِها ... أمّا البواطنُ ما ظلمٌ وإظلامُ
كلُّ الخلائقِ تُبدي في ظواهِرِها ... حُسنًا لتشهدَ بالأوصافِ أقلامُ
أمّا البواطنُ لا تُدرى مسالِكُها ... يا مَنْ تجرُّكَ آثامٌ وأوهامُ
إنّ الحقيقةَ لا تَخفى على أحَدٍ ... هذي الحياةُ بها بؤسٌ وأنعامُ
لكنّ ظنّي أكيدٌ في وَثابَتِهِ ... نحنُ الرّجالُ بنا ضَعفٌ وأسقامُ.